باحثون: (الاسلاموفوبيا) صنيعة أعداء الانسان والاسلام

ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في المجتمعات الغربية ليست وليدة اليوم، اذ ظهرت منذ عقود وتنامت بشكل مؤثر واتخذت اشكالاً دموية في غضون عقد من الزمن مع ظهور تنظيمات ارهابية تحت مسميات عديدة، كاشفة عن حجم الصراع الايديولوجي والنمطية في تفكير الغربيَين نحو المجتمع الاسلامي بشكل عام والجاليات المسلمة بشكل خاص، مع تنامي دور الحركات المتطرفة والتي اتخذت من الدين الاسلامي غطاء لعملياتها الارهابية.

وعزز هذه الظاهرة في اذهان الغربيين سلوك الجماعات المتشددة الدموي وبالأخص تنظيم داعش الارهابي، الذي نهض على أعقاب تنظيم القاعدة وما آلت اليه الامور عندما قام التنظيم بهجمات عدة في عموم اوروبا وامريكا وبقية بقاع العالم.

يقول الشيخ الدكتور مصطفى راشد مفتي استراليا ونيوزلندا ورئيس الاتحاد العالمي للسلام، ان سبب هذا الرهاب، "هو ما موجود في الكتب من أحاديث وروايات مزوّرة اعتمدها الإرهاب الداعشي كمنهج له, ومن بين تلك الأحاديث الكاذبة هي عبارة "جئتكم بالذبح" وغير ذلك... ومّما يؤسف له ان هذه الأحاديث يتم تدريسها الآن في أماكن دينية كثيرة ولا يوجد من يعلن بطلانها".

ويوضح في حديث لمركز الاعلام الدولي، أن الصورة التي ظهرت مؤخّراً من داعش والتكفيريين وجرائمهم هي التي شوّهت صورة الإسلام وصدّرت أفكاراً منافية للدين والعقيدة؛ وهذا هو السبب الاساسي "للإسلاموفوبيا".

ويضيف راشد، "لا يمكن للعالم أن ينكر إن الجماعات الارهابية و(داعش) كافرة بصحيح الشرع, وواجب علينا كرجال دين أن نكون صادقين ونعلن ذلك بلا تردّد؛ لان الإرهاب سلوك شاذ لا يرتبط بالدين وهو بريء تماماً من هؤلاء".

ويشير المفتي إلى حادثة نيوزيلندا" بالنسبة لهذه الحادثة فإن الشخص الذي قام بالجريمة لا ينتمي الى أيّة عقيدة، الا أنه تخيّلَ ان جميع المسلمين هدفهم الإرهاب, وهذا نتيجة ما رآه من داعش الإجرامية التي تقتل وتنهب باسم الإسلام".

الشيخ الدكتور محمد حافظي جلو، وهو كاتب ومحاضر جامعي ورئيس جمعية اهل البيت لنشر الإسلام في دولة غينيا، يقول إن "الاسلاموفوبيا هي عدو الإنسان وعدو الإسلام في نفس الوقت؛ لأنّ الإسلام للإنسان. منوّهاً الى" أنّ الصهيونية العالمية هي من يقف وراء هذه العداءات للعمل على تفرقة المسلمين ونصب العداء لهم".

ويضيف رئيس جمعية اهل البيت عليهم السلام في حديث لمركز الاعلام الدولي أن" هناك مشكلة أصبحت داخل الاسلام وخارجه فما نجده اليوم هو رغبة الكثير من  الناس ممن ينتمون إلى ديانات أخرى في محاولة اعتناق الدين الإسلامي، وفي المقابل هناك من يمنعهم ويحاول تشويه صورة الإسلام أمامهم".

ويكمل جلو قوله، أن " في دول الغرب نرى أصحاب بعض الديانات يدافعون عن ديانتهم إلا أنهم يظهرون العداء للإسلام، وأنا أعتقد أنّ هذا إعلام سلبي".

ويرى أن "له فوائده؛ فهو يؤدي إلى إلتفاتة غير المسلمين للإسلام من خلال إثارة الأسئلة والاستفسارات عن هذه الديانة وإعطاء الأهمية لها، بل إن إقامة المحاضرات التثقيفية ضد الإسلام دفعت كثيراً منهم إلى البحث والاطلاع على حقيقة الإسلام المخفية والمغايرة لما يدّعي الأعداء".

وكان قد أعلن مرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، أن التمييز والتعصّب ضد المسلمين بلغا أعلى مستوياتهما نهاية 2018، جاء ذلك في التقرير السنوي الثاني عشر للمرصد والذي يغطي المدة من حزيران 2018 إلى شباط 2019.

وأوضح التقرير، الذي حصل مركز الاعلام الدولي على نسخة منه، أنه بعد أن "سجلت ظاهرة الإسلاموفوبيا انخفاضاً طفيفاً خلال العام الماضي، تصاعدت من جديد موجة الخوف من الإسلام وخطابات الكراهية"، مشيراً إلى انّ "تقارير وأخباراً كشفت عن زيادة مثيرة للقلق لجرائم الكراهية ضدّ أفراد يُنظر إليهم على أنهم مسلمون، فضلاً عن ارتفاع عدد الهجمات على المساجد والمراكز المجتمعية، لاسيما في أوروبا والولايات المتحدة، وما انفكَّ التمييز والتعصّب ضد المسلمين يتزايدان منذ حزيران 2018، حتّى بلغا أعلى مستوياتهما خلال نهاية العام.

وكان مصطلح "الإسلاموفوبيا" أو ما يُطلق عليه "رهابُ الإسلام" دخلَ إلى الاستخدام في اللغة الانكليزية عام 1997 عندما قامت خلية بريطانية تدعى (رنيميد ترست) باستخدامه لإدانة مشاعر الكراهية والخوف والحكم المسبق الموجّه ضد الإسلام والمسلمين.

ويعرّفُ قاموس (لاروس) الفرنسي الإسلاموفوبيا بأنّها (معاداة الإسلام والمسلمين), في حين يعرّفها قاموس اكسفورد الانكليزي بأنها (الخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين كقوة سياسية تحديداً).

سلام الطائي

تحرير: عامر الشيباني