الألعاب الفكرية ودورها في تنمية مواهب الأطفال

تقرير: سلام الطائي

تحرير: صباح الطالقاني

تُنمّي الألعاب الفكرية والذهنية ذكاء الأطفال، وتمدّهم بالمهارات اللازمة وتشد انتباههم وتساعدهم على استيعاب المعلومة شكلاً ومضموناً في أذهانهم.

وتساعد هذه الألعاب في تعويد الأطفال على التفكير الصائب والمنتِج، وتسندهم للاعتماد على النفس وإيجاد الأساليب التي تولّد فيهم رغبة التعلّم، وتمدّهم بالطاقة اللازمة لمواجهة صعوبات الدراسة والحياة.

ويؤكد المتخصص في علم النفس التربوي د. علي عبد الكريم" ان الألعاب الفكرية وألعاب الذهن والخيال العلمي تعد من الوسائل التي تؤدي إلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي والقدرة على الابتكار وتنمية القدرات الإبداعية لديه, كذلك اللعب التخيّلي يعتبر من الوسائل المنشّطة لذكاء الطفل فالذين يعشقون هذا النوع من الألعاب تجد لديهم قدرة كبيرة على التفوّق والاستيعاب.

ويرى د. علي" من الضروري تشجيع الأطفال على ممارسة الألعاب الفكرية وعدم شراء الألعاب التي لا تحمل قيم ومعاني جيدة وليس لها منفعة فكرية, فكثيراً ما نلاحظ الآباء يشترون ألعاباً لأبنائهم لا تدوم سوى يوم او يومين ثم يتم رميها دون منفعة تُذكر، فضلاً عن تجاهل الآباء عموماً لألعاب الذكاء وتركيزهم على ألعاب هامشية لا تفيد الطفل عقلياً او اجتماعياً".

ويفيد جعفر الكرماني، صاحب احد محال بيع الألعاب الفكرية ووسائل التعليم ان" من فوائد شراء ألعاب الذكاء إنها تعمل على زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم وقضاء وقتهم أثناء الفراغ بالعاب تعمل على تنشيط خلايا العقل، على العكس من الألعاب الترفيهية التي لا ينتفع منها الطفل، فألعاب الذكاء توفر تفاعلاً كبيراً بين الطفل وبيئته، وهذا ما لمستهُ عندما اقتنيتُ بعض الألعاب لأبنائي فقد زادتهم حماساً وثقة بأنفسهم ونمّت مواهبهم بشكل ملحوظ".

مؤكداً" ضعف الإقبال على هكذا نوع من الألعاب من قبل الزبائن بسبب انتشار الأجهزة الذكية إلا القليل منهم ممن يدركون أهميتها، وخاصة الألعاب الجماعية التي تتطلب في لعبها أكثر من شخص كالألعاب الإستراتيجية والعاب الألغاز، وتتحدد الفئة العمرية المناسبة لاستخدام هذه الألعاب ما بين 2-15 سنة، وهي تحتوي على نسبة أمان أكثر من بقية الألعاب الأخرى التي تسبب إيذاء للأطفال الصغار، ونحن نحرص دائما على استيراد هذه الألعاب طبقا للمعايير والضوابط المطلوبة والتي تتناسب مع بيئة المستخدم وعمره".

ويضيف جعفر" يزداد الطلب على أنواع محددة من الألعاب كلعبة مكعبات البناء ولعبة الأبراج وهي تعتمد على قوة الملاحظة والتركيز، كذلك لعبة أبالون وهي تصلح للعب للفئة العمرية ذات سبع سنوات, ولعبة الرمل داتا لفئة الثلاث سنوات وتعتمد على اللعب في رمل صحي يعمل على تنمية عضلات اليد ويقرّب الطفل من الطبيعة، ولعبة اختبار التوازن والتركيز ولعبة مكعب روبيك والكلمات المتقاطعة وغيرها". 

الاستشارية في مركز الإرشاد الأسري في كربلاء، علياء حسين الصافي، تحدثت عن سيكولوجية اللعب عند الأطفال وفوائده بصورة عامة قائلة" اللعب هو نشاط موجّه أو غير موجّه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية، ويستثمره الكبار أحياناً ليساعد في تنمية سلوك الأطفال وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية".

وتضيف" يؤكد علماء النفس والتربية على حرية الطفل في اللعب، وذلك لأن الطفل أثناء اللعبة يعبّر عن أفكاره وميوله ومشاكله التي يعاني منها، ويسقِط ما بنفسه من انفعالات تجاه الكبار على اللعبة.

وتؤكد علياء" اللعب يؤثر في التوازن الانفعالي للطفل، لأن إشباع حاجة الطفل باللعب أمر تربوي ونفسي وعقلي، سواء كان ذلك في الأسرة أو الحضانة أو الروضة أو في المدرسة، كما يساعد على تهذيب الغرائز العدوانية، وهو من متطلبات النمو الضرورية للطفولة ومتنفساً لطاقاتهم وامتصاصاً لانفعالاتهم وتخفيفاً لتوتراتهم النفسية.

مبيّنةً" ان الإسلام حثَّ على إعطاء الأولاد وقتاً للعب والراحة وأن يقوم الوالدان بأنفسهما بهذا الدور، فينبغي لهم مداعبة وملاطفة أبنائهم وممازحتهم والتصابي لهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (من كان له صبي فليتصابَ له) ومعنى التصابي  للأولاد أن يجعل الأب والأم نفسهما بمرتبة الصغير فيفعلا ما يفعله ابنهما ولا يعيب ذلك مهما كان عمرهما  وشأنهما، فأن لنا أسوة وقدوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان يلاعب أحفاده الحسن والحسين عليهما السلام، فعند التصابي للأطفال وملاطفتهم تحصل لدى الإنسان السعادة الحقيقية التي تملأ البيت سرورا وفرحا وراحة بال.

وتفيد الاستشارية في مركز الإرشاد الأسري" ان للعب فوائد متنوعة ومتعددة نوجزها بـ :

- الفائدة الجسدية: اللعب ضروري لنمو عضلات الطفل فهو يتعلم خلاله مهارات عدة، منها الاكتشاف وتجميع الأشياء وتنمية الحواس بتعويدها وتدريبها على معرفة حقيقة الأشياء من خلال ملمسها, صوتها, لونها, شكلها. 

- الفائدة التربوية: إن اللعب يفسح المجال أمام الطفل, لكي يتعلم أشياء كثيرة من خلال أدوات اللعب المختلفة كمعرفة الطفل للأشكال المختلفة وفائدة كل منها ومعلومات كثيرة لا يمكن الحصول عليها من مصادر أخرى أحياناً.

- الفائدة الاجتماعية: يتعلم الطفل من خلال اللعب كيف يبني علاقات اجتماعية مع الآخرين وكيف يتعامل معهم بنجاح؛ وبذلك يكسبه معايير السلوك الاجتماعية المقبولة في إطار الجماعة.

- الفائدة الخلقية: يتعلم الطفل من خلال اللعب مفاهيم الصواب والخطأ، كما يتعلم بعض المبادئ والقيم الخلقية كالعدل, والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر والروح الرياضية.

- الفائدة الإبداعية: يستطيع الطفل أن يعبر عن طاقاته الإبداعية ؛ وذلك بأن يجرب الأفكار التي يحملها، ويحولها إلى حركات إبداعية مما يؤدي إلى الكشف المبكر عن هواياته, وإمكانياته والعمل على تنميتها وصقلها. 

الفائدة الذاتية: يكشف الطفل الشيء الكثير عن نفسه لمعرفة قدراته ومهاراته من خلال تعامله مع زملائه ومقارنة نفسه بهم، كما أنه يتعلم التعامل مع مشكلاته وكيفية مواجهتها.

- الفائدة العلاجية: يعرف الطفل بطريقة اللعب التوتر, الخوف, الكبت الذي قد يكون تولد لديه نتيجة القيود المختلفة التي تفرض عليه من بيئته، لذا نجد الأطفال الذين يعانون من القيود والأوامر من أهاليهم ينشدون الانطلاق والتحرر واللعب أكثر من غيرهم، ويجدون فيه متنفساً لتصريف ما بداخلهم من انفعالات.