لم نصل الى القمة

إن الإعلام المضاد لمدرسة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) منذ اليوم الأول بعد مرحلة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنكار بيعة الغدير وغصب الخلافة الحقة أخذ يلعب دوراً فعالاً في إبعاد الناس عن أهل البيت ( عليهم السلام) بالترهيب تارة وأخرى بالترغيب، فكان الإرهاب والفتنة وتصفية الشخصيات(سواء المؤثرة أو البسيطة) التي تتبع وتنهل من مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام) على قدم وساق كما يشهد بذلك كتاب ( مقاتل الطالبين).

 ولا يزال هذا الإعلام الأموي يعادي ويحاول أن يطفئ نور الله بأبواقه الدعائية وأقلامه المزيِّفة، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره، وفي عصرنا هذا شاء الله سبحانه أن يكون لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) إعلامهم بكل ما للإعلام من مصداقية وموضوعية سواء في ميدانه المرئي والمسموع والمقروء وفي كل المجالات الفكرية والثقافية والعلمية والتربوية والفنية وإن كانت في بدايتها، ورغم أنها محاربة بكل ما للعدو من أسلحة الفكر والمال  والإعلام والسياسة والاستعمار والاستكبار، إلا أنها بروح المقاومة والصمود تقف كالجبل الراسخ أمام العواصف والرياح العاتية ولا تبالي بالموت في سبيل ذلك.

 إن هذا الإعلام استطاع أن يبث ويوصل فكر أهل البيت (عليهم السلام) حتى خاف القوم على عروشهم ومستقبلهم، حينما يسمعون في كل يوم دخول العشرات من الشباب المثقف في المذهب بكل وعي واختيار وفي كل شهر بالمئات وفي كل سنة بالآلاف وسرعان ما تنتشر معارف أهل البيت(عليهم السلام) وعلومهم بين الأوساط العلمية والطبقة المثقفة والنخب الاجتماعية.

ولكن يبقى على الإعلام أن يبذل أكثر فأكثر لأن الناس عطاشى لمعرفة حقيقة وتاريخ وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) ونحن بإعلامنا لم نصل الى ما هو مطلوب والذي يطمح إليه كل مسلم ومؤمن من حكومة الإسلام العادلة التي تعم العالم بظهور صاحب الزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف).

 

و إذا لاحظنا قمة الجبل والصعود إليه فإننا ما دمنا لم نصل الى القمة فذلك بحد ذاته يعدّ ضعفاً ونقصا ً أينما كنا من الجبل، رغم أنه بالنسبة الى ما تحته هو كمال وقوة فالقضية حينئذ بنظرة نسبية، وكما في صعود الجبل يحتاج الإنسان الى معداته ووسائله وآلياته كذلك في أداء الإعلام الناجح والمطلوب والذي نقصده من قمة النجاح، فحينئذ نشعر انه عندنا ضعف ونقص ولا بد من بذل كل الجهود والطاقات الفكرية والمالية والصناعية الحديثة والمتطورة والتي تواكب العصر والطرق التي توصلنا الى الكمال وأن نرجع في كل مجال وميدان الى أصحاب الخبرة والكفاءة وأن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا يتطلب منا أن نتعلم العلوم العصرية ونفوق الآخرين بالصمود والجهاد والتواصل، ومن طلب العلا سهر الليالي.

مستل من حوار اجرته مجلة الروضة الحسينية مع السيد عادل العلوي الكاظمي