يا زائر الحسين (عليه السلام)
إيمان الوائلي
قـف للطفوف وحيّها يازائرهْ
وابك الدمـاءَ سـكيبة ًمُتناثرةْ
لا تخـش تفجيـراً ولا ظلماً ولا
كـفراً ولا أحـقـادَ قوم ٍكـافرةْ
فاكـرم ْ بأشـلاء ِ الإباء وفيّة ً
واكرمْ بأشـلاء الوفاء مـُفجّرةْ
لبيّته ُ يومَ الطـفوف لِنـُصـرةٍ
فالظلم يشكو روحَك المتحرِّرةْ
فانزلْ بها حَزنَ الفؤاد مُكدّراً
و ابك الحسينَ بدمعة ٍ متحدّرةْ
حرّق فـؤادك بالأسى واصـلْ
أنينك بالأنين له ،فكبده مُسْـعرةْ
وابكِ الجريح َمُقطّـعاً ومُسلـّباً
وسـلِ الرّدى عن أضلع ٍمُتكسِّرةْ
عن قلبه الصادي عن الأرماح
عن حجر ٍأصاب له الجبينَ الطاهرةْ
عن جرحهِ يسقي الوجود مبادئا
عن وقفةٍ رسمتْ مبادئَ حيدرةْ
فهنا تخضّب رأسُه وهنا تقطّعَ
قـلبُه وهـنا الجسـومُ مُجَزّرةْ
وهنا السبايا أذعرتْ وهنا الخيامُ
حـريقها وهنا النجومُ مُكدّرةْ
ظمِئَ الرضيعُ هنا ندىً وعروقهُ
يَبِستْ هنا والنحرُ منهُ مُـنْحـَرةْ
وهـنا اسْتبُيحَ دمُ الرّسـول وآلهِ
وهنا مضتْ أشلاؤهم مُتبعْثرةْ
قد جُدّلوا بمحرّم ٍ فجسـومهمْ
صرعى فيا شهرَالأسى ياعاشرهْ !
قد سُـلّبوا ، أجسادُهم فوق الثرى
ورؤوسُهمْ فوق السماهر ِدائرةْ
والمصطفى يشكو لربّه ما جرى
والعينُ ثكلى والمباهجُ حاسرةْ
والكونُ باك ٍ ،والمدى مُتـكـوِّر ٌ
وكـذا الشـموسُ لفقدهِ مُتـكوِّرةْ
والحزنُ يعـتامُ الـوجودَ بغـبرة ٍ
قـُتِل البُغيُّ ُ ببغيه ما أكفرهْ !
فانظرْ مُصيبة َ أحمد ٍ ونزولَها
كيف الضمائرُ أصبحتْ مُتحجّرةْ
قتلوا الحسينَ وآلـَهُ مُستكبرين
فأجرموا والظلمُ منهم مصدرهْ
جسمُ الحسين ِعلى الثرى مُتخضـِّبٌ
والرأسُ في أفلاكِها المُتجاسِرةْ
فاسجدْ هناك وجدْ بدمعك باكياً
واشف ِالصدورَ بدمعة ٍ مُتحسِّـرةْ
واذكر حشاه ِإذا شربْتَ مُواسيا ً
فلقد قضى ظمِئا وكبدُه صابرةْ
صاغ الإباءَ بنحرهِ وجروحهِ
ورعى المناهجَ بالمواقفِ ثائرةْ
فهو الحسـينُ مدامع ٌ لا تنتهي
وتـفاخرُ الأحرار عند الـمفخرةْ