"الشعب لا يريد الأميركيين": حرب غزة تغذي التوترات في العراق
أضاء وابل من نيران الاطلاقات، وهو الأمر المعتاد خلال الجنازات، سماء الليل بينما تجمع عشرات الرجال في زقاق خافت الإضاءة وغير معبد على أطراف الأحياء الفقيرة المترامية الأطراف في مدينة الصدر لإبداء احترامهم.
وكانت صورة عملاقة لعلي حسن الدراجي قد نصبت خارج منزل العائلة في شمال شرق بغداد لإعلان استشهاده في الغارات الجوية الأمريكية هذا الأسبوع على مقرات للحشد الشعبي، وهو أول شهيد عراقي مرتبط بالحرب بين الكيان الصهيوني وحماس وحتى مع سريان هدنة هشة في غزة، فإن وتيرة وشدة الاشتباكات في العراق تسارعت، مما يسلط الضوء على خطر امتدادها إلى بلد غارق منذ فترة طويلة في الصراع.
لكن عائلة الدراجي في الأحداث الأخيرة استمراراً لتاريخ طويل من السياسات الأميركية الظالمة في الشرق الأوسط، ودليلاً على أنه بعد عقدين من غزوها العراق لا تزال الولايات المتحدة لا تحترم السيادة العراقية.
المشاعر المعادية لأميركا متجذرة بعمق في هذا المجتمع، الذي عانى من الخسارة تلو الخسارة فالشعب لا يريد الأميركيين.
وقال أحد المشاركين في الجنازة إنهم المسؤولون عن تدمير العراق ، كان علي الذي بلغ من العمر 32 عامًا وقت وفاته، هو الفرد السابع من العائلة الذي يُقتل في نوبات العنف المتقطعة التي اجتاحت العراق منذ عام 2003. وقد ماتت والدة علي وشقيقتان وعمه في إراقة الدماء الطائفية التي أعقبت الغزو، في حين قُتل اثنان من أقاربه وقد فقد أبناء عمومته الصغار حياتهم عندما أصابت قذيفة هاون منزل الأسرة في عام 2008.
وأعادت صور الأطفال الفلسطينيين القتلى الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض تلك الذكريات المؤلمة إلى السطح وأحيت الغضب تجاه الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها طرف في الصراع بسبب الغطاء الدبلوماسي والمساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل.
وقال ذو الفقار: "أمريكا مسؤولة عن قتل الأطفال في غزة" وأضاف "إن كل العراقيين يقفون مع غزة، وليس فقط الحشد الشعبي".
يتمتع العراق بتاريخ طويل في دعم النضال الفلسطيني من أجل إقامة الدولة، وهي القضية المتأصلة بعمق في الهوية العربية للسنة والشيعة فعندما شن الكيان الصهيوني هجومها البري في 26 أكتوبر/تشرين الأول، ترددت الصلوات دعما لغزة من المآذن في أنحاء العاصمة العراقية واتحدت المساجد السنية في جميع أنحاء المدينة لتنظيم صلوات مشتركة لدعم الفلسطينيين.
المصدر: ذا غارديان