ممثل المرجعية الدينية في اوروبا.. لو اطلعت البشرية على سيرة النبي واقتدت بها كما أمر القرآن لعاش العالم كله بخير

اكد ممثل المرجعية الدينية العليا في اوروبا السيد مرتضى الكشميري" ان على  المسلمين ان يسيروا على نهج النبي واهل بيته الاطهار للتخلص من تسلط الاشرار في هذا العصر ,ولو اطلعت البشرية على سيرة النبي محمد(ص) الشريفة واقتدت بها كما أمر القرآن الكريم واعتبرتها هي الأسوة الحسنة في حياتها لعاش العالم كل العالم بخير".

جاء ذلك خلال بكلمة له أثناء إقامة عزاء بمناسبة وفاة خاتم النبيين محمد (ص) قائلا" لو ان المسلمين ساروا على نهج النبي(ص) وأهل بيت العصمة والطهارة لما تسلط عليهم الأشرار في هذا العصر و لو أن الدول التي تنفق الملايين على التسليح أنفقت نصفها على عمارة بلدانها وتنمية اقتصاداتها ومساعدة فقرائها لما احتاج إنسان وجاع فقير".

واضاف الكشميري قائلا" أيها الاحبة إننا نعيش هذه الايام في عصر يتطلع فيه الإنسان للوصول إلى التسامح والمحبة والرأفة والرحمة، وكل ذلك مما مثله هذا النبي العظيم بهديه وسمته وخصاله حسبما وصفه القرآن ((وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)) ((وانك لعلى خلق عظيم)) فكان (ص) منارا في الكمالات الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية بكل مفردات حياته, ولو اطلعت البشرية على هذه السيرة الشريفة واقتدت بها كما أمر القرآن ((لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا)) واعتبرتها هي الأسوة الحسنة في حياتها لعاش العالم كل العالم بخير.

وأشار الى مسؤولية التبليغ فقال " إن مسؤوليتنا اليوم كمبلغين ورساليين أن نوصل هذه المواقف من سيرة النبي المصطفى (ص) إلى شبابنا وأجيالنا لتكون لهم منهاجا وصراطا مستقيما في حياتهم الدينية والأخلاقية والتربوية والسلوكية. فنظرة واحدة إلى موقف من مواقفه (ص) كفيلة بأن تنير لنا الطريق لمسافات بعيدة، وتحررنا من الأنانية وحب الذات وحب المصالح وغيرها من الرذائل الخلقية".

وتطرق الى جانب من شخصية النبي(ص) قائلا" نكتفي بعرض جانب واحد من شخصيته الكريمة في هذه العجالة وهو ما عرف به (ص) من العفو والسماحة والمحبة والسلام حتى مع ألد أعدائه، فقد ذكر لنا التاريخ أنه عفا عن وحشي قاتل عمه حمزة كما عفا عن المرأة اليهودية التي قدمت له شاة مسمومة وعفا عن قريش التي حاربته أشد المحاربة ووقفت في وجهه بكل كيانها وكبريائها فإذا به وهو في أوج قوته وسلطته وسطوته يجمعهم ويسألهم عما هو فاعل بهم بعد ذلك الإيذاء الشديد الذي كان مبررا لقتلهم أو نفيهم في كل الأعراف والقوانين فأجابوه وهم يعرفون أن قلبه ملؤه الرأفة والرحمة بقول واحد :إنك أخ كريم وابن أخ كريم، فقال : (لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء).

وتساءل الكشميري في كلمته فقال" أين أولئك الذين يدّعون الإسلام من هذه السيرة العطرة والروح العالية في التسامح والعفو؟ وأين المسلمين عن ملامح هذه الشخصية العظيمة التي بعثت رحمة للعالمين؟ فلو أنهم اتبعوها وساروا على نهجها الشريف وخلقها الرباني الرفيع لعاش العالم كله بخير وسعادة وأمن وأمان وسلم وسلام ((ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)).

 

واستدرك قائلا" لكنهم ومع شديد الأسف أصبحوا كما وصفهم النبي (ص): (ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب أعدائكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم للموت). فلذا نراهم اليوم يتخبطون ركعا وسجدا على أبواب الأعداء يطلبون النصرة والاستعانة رغم ما منحهم الله من الكثرة إذ هم يشكلون أكثر من خمس سكان الكرة الأرضية عددا ومن الناحية الاقتصادية يملكون ما يملكون من الذهب الأبيض والأسود ويتحكمون بأهم ممرات العالم وعندهم من الكفاءات والقدرات البشرية ما شاء الله وينامون على ترسانات من الأسلحة المختلفة الخفيفة منها والثقيلة، ولكنهم قد ادخروها للقضاء على إخوانهم بدل أعدائهم وذلك إرضاء لأسيادهم وتحقيقا لرغباتهم على عكس ما وصفهم القرآن فتراهم رحماء بأعدائهم أشداء على إخوانهم لا ضمير إنساني يمنعهم ولا قانون يصدهم ولا شرف يردعهم أولئك هم المعنيون بقوله تعالى: ((قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذي ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فلا تقيم لهم يوم القيامة وزنا)). ولو أنهم بدل إنفاق الملايين على شراء الأسلحة وغيرها أنفقوا نصفها في تعمير بلدانهم وأوطانهم وتقوية اقتصاداتهم ومساعدة فقرائهم ومحتاجيهم لما جاع مسلم وافتقر".

وختم كلمته باقول" نحن بين هذا التطرف وتلك الرحمة الالهية نعيش هذه الايام بمأساة شهادة هذا النبي العظيم (ص) الذي كان ملؤه الرحمة للعالمين غير ان الحكمة الربانية اقتضت ان يقبضه الله اليه (قبضة رأفة واختيار ورغبة وايثار)، فتلك والله هي النازلة الكبرى والخسارة العظمى، وإنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله سبحانه أن يصلح أمور المسلمين ويهديهم إلى جادة الحق ومنهجه، منهج محمد وآله صلى الله عليه وعليهم ويرزقنا شفاعتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".