المركز الثقافي الإسلامي في لبنان ينظم ندوة حوارية حول تعزيز العيش المشترك

نظم المركز الثقافي الاسلامي في بيروت ندوة حوارية حاضر فيها نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب بعنوان "الوحدة الاسلامية والوطنية والعربية لتعزيز العيش المشترك في لبنان"، في قاعة المحاضرات في المركز، حضرها عددا كبير من الشخصيات الدينية والسياسية والمجتمعية.

وقال العلامة الخطيب: "إن الوضع العربي الإسلامي واللبناني مترابط بعضه يؤثر بالبعض الاخر، في الفترة المؤسفة الماضية التي برز فيها واضحا ان هناك مشكلة في العالم العربي والإسلامي هي مشكلة التطرف الفكري وإستخدام الطائفية في قضايا الصراع السياسي الداخلي سواء بين المكونات الداخلية او بين الدول واستخدام الموضوع الطائفي، وهو ينبىء بكل صراحة عن مسؤولية لنا كجهات دينية مسؤولة عن توعية المسلمين وكدول وجهات مثقفة ينبغي ان يكون لها دور ينبىء أن هناك تقصيرا كبيرا يتحمل الجهات الدينية والجهات المثقفة والفكرية وبغض النظر عن الدول ومصالحها، وان عتبي كبير على الطبقة المثقفة التي لم يبرز لها وجود مستقل وعمل بارز وانتاج مهم على صعيد الرأي العام، مع ان هذه الطبقة هي التي بيدها المراكز العلمية والثقافية والمدارس والجامعات وما شابه ذلك."

واضاف" اكبر جيش اليوم هو جيش المثقفين، فكلنا مسؤولون، لأن هناك أخطاراً كبيرة ربما أسوأ مما مضى، والذي مضى يمهد الطريق لتأثير الافكار والثقافة المنحلة على واقعنا العربي والإسلامي..

وتابع العلامة "نأمل بأن نكون نحن الدواء لهذا العالم لأن مجتمعاتنا ما زالت تملك الذخيرة الكبيرة من الاخلاق وألاعراف وما زالت تشكل قوة احتياط كبيرة في مواجهة هذه الثقافة القائمة، فنحن نملك سلاح الدين والأخلاق الذي ينبغي الا يُترك أمام صوت الفجور وهو الأقوى، لأنه يدعم بكل الامكانيات المالية والمادية والاعلان والاعلام".

واشار" أن المشاكل التي نعيشها في العالم العربي والاسلامي هي مشاكل جهل والتي ادت الى نشئ التطرف، وما عشناه بالامس من مشاكل في العالم العربي والإسلامي ناتج عن الجهل في فهم الدين، وقد حمّلت المراكز الدينية والمفكرين والمثقفين في التواني عن القيام بواجبهم فيجب عليهم التوعية في المستوى الفكري،  ونحمل المسؤولية للمفكرين والنخب والمثقفين، وعلينا أن نعي أن هناك مصالح لبعض الدول التي تحرك نقطة الضعف هذه ضدنا".

من جانبه قدم الشيخ بلال الملا محاضرة قال فيها" حملت هذه المبادرة الكثير من المدلولات والمعاني العميقة في المكان والزمان والعنوان, واليوم تتوج هذه المبادرة بلقاء نخبة أبناء سيدة العواصم ولبنان في المركز الثقافي الإسلامي في بيروت لنتحدث عن أهمية الوحدة الإسلامية والوطنية والعربية لتعزيز العيش المشترك في لبنان في زمن نرى فيه العرب والمسلمين يتوحدون حول قضاياهم.

فيما القى رئيس المركز الثقافي الاسلامي السفير هشام دمشقية كلمة قائلا فيها" ان الشريعة الاسلامية تعاملت مع الجميع تعاملاً راقياً مع تركيزها على القواسم المشتركة مع سائر الشرائع لان هذا يؤدي الى حوار حقيقي نابع من الاعتراف بالخصوصيات ولا يسعى الى تأجيج نبرة العداوة والبغضاء، حوار قائم على اساس التعددية الدينية والتنوع الثقافي.

واضاف" ان التمسك بالقيم الدينية وفي مقدمتها الرحمة والمحبة والسلام سينزع فتيل اي نزاعات تنشأ بين البشر، وأن مواجهة الايدولوجيات المنحرفة تحتاج الى حروب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع صُنّاع القرار ووسائل الاعلام والاوساط الاكاديمية في مجال النشر والبحث من اجل تفنيد تلك الايدولوجيات وفضح افكارها الخاطئة عبر اتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين تفكيك تلك الادعاءات الكاذبة, فالحوار هو البديل الآمن لتجنب العنف والاقتتال، وهو القناة الآمنة للتعارف بين الامم والشعوب, فهو يساعد على كشف الحقائق واتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها، كما انه ضرورة اجتماعية وضمانة تربوية لبناء مجتمع متماسك وقوي.

متابعات: مركز الاعلام الدولي