صحيفة اندونيسية: هنالك أربعة دروس مهمة في واقعة كربلاء

ذكرت صحيفة "إسلامي" الإندونيسية إن واقعة كربلاء لن تصبح حادثة من الماضي إذا تمت ترجمتها بصورة صحيحة من قبل المسلمين.

وقالت الصحيفة في مقال لها إن "مأساة كربلاء تركت فينا جرحاً عميقاً لا يمحى في السجل التاريخي للإسلام، ومع ذلك، إذا استمر الحزن فقط دون اتخاذ أي خطوات مفيدة، فإن هذه المأساة ستبقى مأساة إلى الأبد"، مشيرةً الى أن هناك العديد من الدروس المهمة التي يمكن أن نتعلمها من هذه الفاجعة، ومنها:

أولاً، أهمية الحفاظ على الوحدة، فواقعة كربلاء تعلمنا جميعاً أن الحفاظ على الوحدة هو أمر مهم، وخاصة في مجتمع له هدف ورسالة مشتركة، وسيكون من الصعب تحقيق الهدف إذا كانت أجزاء من المجتمع في حالة صراع دائم، وفي أفضل ما قيل عن هذا الموضوع، هو حديث رسول الله "صلى الله عليه وآله"، "مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"، لتتعدى الوحدة سياق الإخوة بين المسلمين، الى جوانب أخرى من الحياة ، مثل الأسرة؛ وبيئة الأديان والثقافات العرقية المختلفة؛ وبيئة العمل والتعليم؛ والبيئة المجتمعية والوطنية؛ وغيرها بغية تحقيق الأهداف المشتركة.

ثانياً، القوة الأبدية لله وحده، حيث أن معركة الطف هي تذكير لنا جميعاً بعدم وجود قوة وسلطة دائمة، كل شيء سينتهي إذا واجهت قوى أخرى ترغب بذلك، فلهذا يجب استخدام هذه القوة كمنصة لتقديم أكبر قدر ممكن من الخير للآخرين، وليس فقط استخدامها لتحقيق مكاسب شخصية على مستوى مسؤولية الأسرة أو لقيادة مؤسسة معينة، حيث لن تكون القدرة صالحة لفترة طويلة إذا تصرفنا دائماً بشكل غير عادل وتعسفي حسبما جاء على لسان سيد البشر "صلى الله عليه وآله"، بالقول "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

ثالثاً، يجب أن نكون قادرين على التحكم في أرواح الملائكة والشياطين الموجودة بداخلنا، فقد قيل إن البشر هي مخلوقات فيها عناصر من الملائكة والشياطين، لذلك وصِف الإنسان بأكمل المخلوقات نظراً للإمكانية المتاحة له في الموازنة بين هذه العناصر والتحكم فيها، ولكن ما أثبته حادثة كربلاء، وجود قسم من البشر غير قادرين على السيطرة على أرواح الشياطين والحيوانات بداخلهم بعد إقدامهم على إرتكاب مجازر بحق الإمام الحسين وعائلته وأصحابه".

رابعاً، السلام والطمأنينة للآخر هو أجمل ما يمكن تحقيقه بدءاً بالسلام مع الذات، فلا يوجد مخلوق لا يريد السلام، حيث ذكر في القرآن الكريم أن حتى أسراب النمل إنزعجت بمسير جيش النبي سليمان "عليه السلام"، فدعونا نخلق المنفعة المتبادلة في تحقيق السلام عبر إرساء الوحدة وضبط القوة، وتحسين الذات كقرار للجهاد المشترك.

المصدر   https://islami.co/empat-pelajaran-penting-dari-peristiwa-karbala-yang-membuat-cucu-nabi-wafat/

متابعة: عماد بعو