الناشط والصحفي البريطاني احمد كابولو العمل لا يزال مستمرا لتقسيم الإسلام وزرع الطائفية

حاوره: عماد بعو ــ تحرير: فضل الشريفي

ترجمة: حيدر المنكوشي

الإعلام الغربي يعمل على ترسيخ فكرة ان داعش ينتمي للإسلام في حين ان من انتصر على داعش في العراق وسوريا هو توحد المسلمين

ادعو كل طوائف المسلمين في بريطانيا الى ان يتوحدوا  لدحض فكرة الاسلاموفوبيا التي انتشرت بين المجتمعات الغربية

ماذا يعرف المجتمع الغربي عن الإسلام؟ ولماذا الصقت تهمة انتماء الجماعات المتطرفة بهذا الدين السماوي؟ وكيف يتعامل المجتمع الغربي مع الجاليات الإسلامية؟ وما الذي يجعل الإعلام الغربي يتعامل بانتقائية في تغطية الاحداث المهمة في المنطقة العربية؟ ومن يقف وراء صناعة التطرف وتصديره الى العالم؟ هذه الاستفهامات واستفهامات أخرى طرحتها مجلة (الروضة الحسينية) على طاولة النقاش مع الناشط والصحفي البريطاني احمد كابولو.

  ـــ  زيارتك الى  مدينة كربلاء التي  تشهد هذه الايام تجمع ملايين الزائرين لها اهدافها حسب ما علمنا، هل لكم ان تطلعونا عليها؟

ــ هنالك اهداف متعددة دفعتني لزيارة كربلاء ومن بينها التعرف على هذه المدينة وتاريخها كما أني ابحث الاسباب التي تجعل الزائرين يفدون من كل مكان اليها وبهذه الاعداد وهم يقصدون مرقد الامام الحسين (عليه السلام) على وجه الخصوص.

ـــ وهل كانت لكم معرفة بأهل البيت (عليهم السلام)، وكيف تعاطى الإعلام الغربي  مع اتباعهم؟

ـــ نعم لدي اطلاع على فكر اهل البيت (ع) وعلى وجه الخصوص قضية الإمام الحسين (ع) اما بالنسبة للإعلام الغربي فتغطيته للأحداث التي تهم الشيعة في العراق ضيقة جدا وعندما يدور الحديث عن الشيعة فان الانظار تنصرف نحو ايران في حين ان هنالك تواجدا مهما وقويا للشيعة في العراق، وعندما هاجم داعش المدن العراقية وهجر المسيحيين والشيعة وقتلهم كان همّ الإعلام الغربي تسليط الضوء على ان داعش ينتمي للإسلام في حين ان من انتصر على داعش في العراق وسوريا هو توحد المسلمين انفسهم، ولكن مع الاسف لو انك تسأل أي صحفي في العالم الغربي من هزم داعش سيقول امريكا لأنه تم تغييب دور العراق بالانتصار على داعش.

ــ من خلال اطلاعكم قديما وحديثا، كيف ترون قضية عاشوراء وشخصية الإمام الحسين (ع)؟

ــ الإمام الحسين (ع) هو الشخص الثائر ضد الظلم والذي لم يرض بحكم يزيد الجائر حيث كانت رسالته للعالم اجمع هي الثورة ضد الظلم وانا هنا لأطلع على اعداد الزائرين القادمين الى العراق والذي يتجاوز أعدادهم 14 مليون في حين ترى ان مكة لا تستوعب اكثر من 4 مليون حاج، إذاً هنالك رسالة في هذا التجمع ويجب ان يتم فهمها.

ــ هنالك من يدعي ان الإعلام الغربي يتناول المواضيع بحيادية، ولكن الواقع افرز غير ذلك لاسيما في تغطيته احداث المنطقة  العربية وخصوصا العراق؟

ـــ ان العراق يمر بأزمة خانقة حيث مزقته الحروب والطائفية، وهو مازال يعاني منها والسبب كما يعلم الجميع خارجي ومن بلدان مجاورة، ويلعب الإعلام دورا في تغيير مجريات الامور في الساحة العراقية .

ــ  الإعلام الغربي في احيان كثيرة يتغيب عن تغطية الاحداث العراقية المهمة، فهل من كلمة توجهونها الى وسائل الإعلام الغربية؟

ـــ انه لمن الضروري ان يكون هنالك تواجد وحضور للإعلام الغربي بسبب المتغيرات الكثيرة في هذا البلد، وعلى سبيل المثال التظاهرات الاخيرة ضد الحكومة فبلا شك أنها تحتاج الى تغطية من قبل الصحافة العالمية.

ــ بوصفك ناشط اومواطنا غربيا، هل تعتقد ان هنالك تحسنا في التعامل مع المسلمين في اوربا؟

ـــ اود ان اقول نعم، ولكن للأمانة كلا ، فعلى سبيل المثال هنالك صورة التقطت لمراسيم عاشوراء في لندن عام 2017 وقد قالت احدى الصحف في حينها انظروا الى المسلمين ينتشرون في بريطانيا، بالرغم من أن التجمع كان يحمل لافتات ضد داعش ويدعو الى نبذ العنف والتفرقة، وهذا مؤشر على أن العمل لا يزال مستمرا لتقسيم الإسلام وزرع الطائفية بين اتباعه، ولا يقتصر هذا الامر على المسلمين فهناك من يسعى للتفرقة بين المسيحيين ايضا ومن المؤسف ان نلمس تحركا واضحا للعمل على هذا الاتجاه وزرع العنف اتجاه الديانات أنفسها وفيما بينها، وانا ادعو كل طوائف المسلمين في بريطانيا ان يكون هنالك وحدة للكلمة لغرض دحض فكرة الاسلاموفوبيا التي انتشرت بين المجتمعات الغربية.

ـــ وهل أدرك المجتمع الغربي ان داعش والكيانات المتطرفة لا تنتمي للدين الإسلامي؟

ـــ البعض يدرك ان داعش هو عدو الإسلام، ولكن مع الاسف فإن الغالبية الكبرى تعتقد ان داعش يرتبط بالإسلام، ولان المجتمع الغربي لم يطلع على الإسلام لذلك يرمي الكرة في ملعب الإسلام، لاسيما ان داعش والجماعات المتطرفة وظفوا الآيات القرآنية  لصالح  مخططاتهم وجعلوها مبررا لأعمالهم الارهابية واخذوا يفسرون هذه الآيات الكريمة  تفسيرا خاطئا ليساء فهم الإسلام وتلتصق به التهم، لذا من الضروري ان يكون هنالك تقييد لهجرة المسلمين الى العالم الغربي لان هنالك الكثير ممن يحاول ان يشوه صورة الإسلام من خلال استغلال المهاجرين وتوظيفهم ضد الاسلام.

ـــ برأيكم ومن خلال اطلاعكم باعتباركم اعلاميين ناشطين، من صنع داعش وموله ومهد له الطريق؟

 ـــ باعتقادي ان داعش كان نتيجة الحروب المتراكمة في المنطقة والتي ادت الى انفجار الوضع وإذا نظرت الى افغانستان سوف تجد ان المتطرفين قد تم انتاجهم من قبل امريكا ودول أخرى ترتبط بها، ولو ان الدول الصانعة للمتطرفين لا تتدخل في شؤون سوريا و العراق وغيره ولا تزعزع امن هذه البلدان لعاشت المنطقة العربية برمتها بأمان وسلام.

ــ فتوى الدفاع الكفائي ضد داعش، كيف قرأها الإعلام الغربي المناوئ؟

ـــ كثير من الإعلام الغربي لم يهتم بهذه المسألة اهتماما كبيرا لان القائمين على ذلك الإعلام  يعتقدون ان الإسلام هو من يدعم داعش، في حين لم يلتفتوا الى ان قرابة 3 مليون عراقي مسلم قد نهضوا لمحاربة داعش، لذا يتضح ان داعش لا يمثل الإسلام وهذا امر مهم، ولكن يتم التغاضي عنه .