الأوائل في الإمام الحسين (عليه السلام)/ الحلقة 4

أول من لقب الإمام الحسين (عليه السلام) بـ سيد شباب أهل الجنة

إن ملكاً من الملائكة نزل لأول مرة من عند الله تعالى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستبشره بهذا اللقب لسبطيه الحسن والحسين (عليه السلام) والروايات الناقلة لذلك كثيرة منها: قوله (صلى الله عليه وآله) في حديث: إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

وفي روايات أخرى: وأبوهما خير منهما.

أول من قال للحسين (عليه السلام): أنا حرب لمن حاربكم 

إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من خاطب الحسين (عليه السلام) بهذه العبارة. روى زيد بن أرقم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حنا في مرضه ـ الذي قبض فيه ـ على علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال: أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم.

أول من روى: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) مستفيضاً بل متواتراً (بالمعنى والإجمال): إن الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة النجاة. واشتهر مضمون هذا الحديث في المجاميع الروائية لكنه لا بهذه الألفاظ نفسها. وأول من روى هذا المضمون من المحدثين هو شيخهم أبو جعفر الصدوق  (قدس سره) في كتبه الروائية، ففي عيون أخبار الرضا (عليه السلام) باسناده عن الحسين بن علي (عليه السلام): دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده اُبيُّ بن كعب، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرضين! قال له اُبيُّ: وكيف يكون ـ يا رسول الله ـ زين السماوات والأرضين أحد غيرك؟

فقال: يا اُبيُّ والذي بعثني بالحق نبياً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه لمكتوب عن يمين عرش الله عز وجل  " مصباح هدى، وسفينة نجاة، وإمام خير ويمن وعز وفخر وعلم وذخر.

وأما أول من رواه بنفس الألفاظ المشهورة  عندنا فهو الطريحي (قدس سره) (م 1085 هـ) في المنتخب ضمن نقله الكلمات المروية بين النبي (صلى الله عليه وآله) واُبيّ بن كعب ما هذا لفظه:

(... واسمه مكتوب عن يمين العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة). ولعله نقل الحديث  بالمعنى إن لم نقل أنه يحتمل روايته عن نسخة معتبرة من المصادر عنده.

المصدر: كتاب الأوائل في الإمام  الحسين (عليه السلام) وكربلاء