سمو الشخصية والتفوق.. دوافع أخرى لاغتيال الإمام الباقر (عليه السلام)

 

لم تكن عمليات التصفية التي جرت على اهل البيت عليهم السلام خالية من الدوافع والمسببات، ولم يكن الامام الباقر عليه السلام بعيدا عن تلك الاسباب التي وردت في عدد من الكتب ومنها كتاب اعلام الهداية وكذلك في بعض الكتابات المنشورة على عدد من المواقع الالكترونية التي قدمت لنا جوانب من تلك الاسباب ومنها(1):

1 ـ سمو شخصية الإمام الباقر (عليه السلام): لقد كان الإمام أبو جعفر (عليه السلام) أسمى شخصية في العالم الإسلامي فقد أجمع المسلمون على تعظيمه، والاعتراف له بالفضل، وكان مقصد العلماء من جميع البلاد الإسلامية.

لقد ملك الإمام (عليه السلام) عواطف الناس واستأثر بإكبارهم وتقديرهم لأنه العلم البارز في الاسرة النبوية ، وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الاُمويين وحقدهم فأجمعوا على اغتياله للتخلص منه.

2 ـ أحداث دمشق:

لا يستبعد الباحثون والمؤرخون أن تكون أحداث دمشق سبباً من الأسباب التي دعت الاُمويين الى اغتياله (عليه السلام) وذلك لما يلي:

أ ـ تفوق الإمام في الرمي على بني اُمية وغيرهم حينما دعاه هشام الى الرمي ظاناً بأنه سوف يفشل في رميه فلا يصيب الهدف فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه والسخرية به أمام أهل الشام. ولمّا رمى الإمام وأصاب الهدف عدة مرات بصورة مذهلة لم يعهد لها نظير في عمليات الرمي في العالم، ذهل الطاغية هشام، وأخذ يتميز غيظاً ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وصمم منذ ذاك الوقت على اغتياله.

ب ـ مناظرته مع هشام في شؤون الإمامة، وتفوق الإمام عليه حتى بان عليه العجز ممّا أدّى ذلك الى حقده عليه.

ج ـ مناظرته مع عالم النصارى، وتغلبه عليه حتى اعترف بالعجز عن مجاراته أمام حشد كبير منهم معترفاً بفضل الإمام وتفوّقه العلمي في أمّة محمد(صلى الله عليه وآله)، وقد أصبحت تلك القضية بجميع تفاصيلها الحديث الشاغل لجماهير أهل الشام. ويكفي هذا الصيت العلمي أيضاً أن يكون من عوامل الحقد على الإمام(عليه السلام) والتخطيط للتخلّص من وجوده.

وكانت شهادته عليه السلام في السابع من ذي الحجة سنة 114 هـ، و عمره الشريف 58 سنة .

فسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيا..

المصدر: وكالات

متابعة: فضل الشريفي

(1) المحرر