الشيخ المفيد نابغة العراق ومفخرة الآفاق ( الحلقة الأولى)

 

نسبه  ٭

هو محمد بن محمد بن النعمان يكنى بابي عبد الله ويلقب بالمفيد وبابن المعلم وتقرن باسمه ألقاب أخرى منسوبة الى مدن وقبائل كالبغدادي والكرخي والعكبري والعربي والحارثي

 

ولادته ٭

عام 338هـ في عكبري من نواحي بغداد في محلة سويقة بن البصري وينسب الشيخ المفيد إلى الحارث بن كعب ومنه يتسلسل النسب إلى يعرب بن قحطان فهو عربي عراقي بغدادي عكبري النشأة والثقافة وكان لوالده الأثر البالغ في تربيته لأنه كان معلم في واسط ثم هجرها إلى عكبري ومنها إلى بغداد ولهذا لقب بابن المعلم.

 

حياته ٭

عاصر الشيخ المفيد عددا من الخلفاء العباسيين وهم ( المطيع لله الفضل بن المقتدر ومن بعده المستكفي وهو الخليفة العباسي الثالث والعشرون ثم الطائع لله عبد الكريم بن المطيع الذي تزوج ابنة عضد الدولة البويهي وهو الخليفة الرابع والعشرون ثم القادر بالله أبو العباس احمد وهو الخليفة الخامس والعشرون وكذلك عاصر عدد من الأمراء البويهيين وكان في مقدمتهم عضد الدولة.

كان الشيخ المفيد موضع احترام لديهم وله الوجاهة عند ملوك الأطراف وقد كان يزار في بيته من بعضهم لأنه كان علم بغداد في عصره.

 

من سماه المفيد ٭

يحدثنا الشيخ المفيد عن أول زيارة له لدار( علي بن عيسى الرماني )

يقول دخلت عليه والمجلس غاص بأهله  وقعدت حيث أنتهى المجلس دخل رجل على الرماني وقال له ما تقول في يوم الغدير والغار فقال له الرماني أما خبر الغار فدراية وأما خبر الغدير فراويه والدراية لا توجب ما توجبه الرواية انصرف الرجل السائل فقلت أيها الشيخ مسألة فقال هات مسألتك فقلت ما تقول في من قاتل الإمام العادل قال يكون كافر ثم أستدرك فقال فاسق فقلت ما تقول بأمير المؤمنين علي بن طالب (ع) قال : إمام فقلت ما تقول في يوم الجمل وطلحة والزبير فقال ( تابا ) فقلت أما خبر الجمل فدراية وأما خبر التوبة رواية فقال لي الرماني كنت حاضرا عندما سألني البصري فقلت نعم ( رواية برواية ودراية بدارية) فقال بمن تعرف؟ أعرف بإبن المعلم وأقرأ على  الشيخ أبي عبد الله الجعل فقال لي موضعك ودخل منزله وخرج معه ورقة قد كتبها والصقها فقال أوصل هذه الرقعة إلى أبي عبد الله فجئت بها إليه فقرأها ولم يزل يضحك بينه وبين نفسه ثم قال :- ماذا جرى لك في مجلسه فقد وصاني بك ولقبك بالمفيد فذكرت المجلس بقصته 

 

مناظراته ٭

دارت مع الشيخ المفيد مناظرات تعطي صورة للحياة الفكرية في القرن الرابع الهجري من جهة وعظمة الشيخ المفيد من جهة أخرى كالمناظرة مع القاضي أبي بكر احمد بن سيار في النص والإمامة التي كانت في دار الشريف أبى عبد الله محمد بن طاهر وقد أجاب الشيخ المفيد عن سؤال ابن سيار في النص بعد أن أعطى رأيه في هذا الموضوع قال له ( ما احسن ما قلت ولقد أصبت فيما أوضحت ) .

مناظرة في مجلس النقيب أبى الحسن العمري في موضوع ( الحسد ) وقد حضرها القاضي أبو محمد العماني وأبو بكر الرقاق وقد استحسنا جواب الشيخ المفيد.

مناظرة في مجلس الشريف أبى عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي مع الفقيه الورثاني عن عصمة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) من الكبائر والصغائر وقد استشهد الشيخ المفيد بآيات من القران الكريم في الرد على الورثاني وختم كلامه

قائلا ( دع عنك الضجيج وتخلص مما أوردته عليك من البرهان واحتل لنفسك وللقوم فقد بان الحق وزهق الباطل بأهون سعي والحمد لله ) .

وقد أورد الشريف المرتضى صورا من المناظرات التي حصلت بمدينة بغداد

بكتابه ( الفصول المختارة ) ولاسيما مع المعتزلة والفقهاء كما كانت للشيخ المفيد مناظرات أخرى في الكوفة وسامراء وغيرهما وكان قد ألف رسالة سماها ( مسألة في النص الجلي ) وهي على صورة سؤال وجهه أليه أبو بكر الباقلاني وقد أيد فيها الشيخ المفيد كثرة الرواة بشان النص على الإمام علي ( عليه السلام ).

فضل الشريفي