لكم في جهادها عِبرة

 

 

صحيح ان السيدة زينب (عليها السلام) لم تَمُت بطعنة رمح او ضربة سيف، ولم تنل منها  سهام القوم التي  لم يسلم منها حتى رضيع الإمام الحسين (عليه السلام).

لكن تلك السيدة الجليلة القدر العظيمة المنزلة قتلت صبرا وكمدا على ما حل بخير الورى على يد اراذل الخلق بني أمية، لم تكن واقعة الطف حرب بين طرفين فحسب بل كانت مواجهة كبرى بين المبادئ واللامبادئ، وبين الدين واللادين وبين الإنسانية والمسوخ البشرية.

جاهدت السيدة زينب (عليها السلام) جهاد النفس أيما مجاهدة فحسبك انها بنت خير الورى بعد الرسول الكريم، وتحملت أثقالا تنوء بها الجبال (مقتل أهل بيتها وسبيها)،  وبقيت تجاهد الجهاد الأكبر حتى شهادتها (رضوان الله عليها)، وكان لها جهاد آخر يعد من أعظم الجهاد حينما جابهت الحاكم الفاجر يزيد(عليه اللعنة) وسفهت عقله وبينت جهله وفضحته أمام الملأ، ونصرت الحق وأهله، ودحضت الباطل وأهله.

جهاد زينب(عليها السلام) صرخة أزلية توقظ فينا الشعور بالمسؤولية الكبرى المتمثلة بتفعيل دور الجهاد الاكبر فإذا فاتنا جهاد السيف بإمكاننا ان نجاهد أنفسنا اولا ومن ثم نصرخ بوجه كل فاسد يرتدي لباس الدين عندها حتما سنكون من الزينبيين.