مرجعية السيد محمود الحسيني الشاهرودي (ت 1394 هـ)

 

المرجع الديني الكبير، والسيد التقي النقي، والعارف بالله الزاهد العابد، من كبار مراجع التقليد في العالم الإسلامي، سليم الذات، طيب القلب، حاضر النكتة، بعيد عن العنعنات، والاعتبارات الزائلة، يحترم الكبير ويعطف على الصغير، يكرم الوافدين عليه بتخصيص السؤال، والاستفسار عن الحال ببسمة رقيقة وخلق زكي، وتواضع جميل، وأدب جم وترسل محمود.

كنت أتشرف بخدمته فيمد عصاه الي ويقول: أنت صبحك الله بالخير، وكنت مستغرباً لأول مرة من هذا! فماذا يريد السيد بتوجيه العصا نحوي؟

حتى عرفت السبب في زيادة الاعتناء ومراسم التكريم، قدس الله سره

كان الميرزا علي النائيني الولد الأكبر لأستاذ الفقهاء الميرزا محمد حسين النائيني، يقيم مجلس العزاء في داره التي هي دار أبيه بإحدى وفيات الزهراء (عليها السلام) أو الأئمة، ويحضر المراجع والعلماء والفضلاء في باحة الدار والغرفة المطلة عليها، وعادة ما يكون المجلس حاشداً، وكان السيد الشاهرودي كبقية المراجع حاضراً، ولا سواد في المجلس، فأرتقى المنبر أحد الخطباء متجاهلاً قول البلاغيين وأهل الفصاحة (بلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال) وإذا بالخطيب يعرض لتحريم الخمر، ويلح بالقول: لا تشربوا الخمر فإنه حرام، الخمر رأس كل رذيلة، إياكم وشرب الخمر ....الخ!! فرفع السيد الشاهرودي عصاه باتجاه الخطيب قائلاً ومشيراً الى المراجع الحضور : لا تتعب نفسك؛ الجماعة لا يتركون شرب الخمر!! فضج المجلس بالضحك وهكذا كان إذ الحاضرون ليس منهم من يفكر يوماً ما بتناول الخمرة، ولا من هو أدنى منزلة بمراحل، فكان السيد الشاهرودي بظرفه راداً على عدم معرفة المناسب من الكلام لدى الخطيب.

وكان من ترسل السيد الشاهرودي، أنه يقصد جسر الكوفة مع بعض جماعته للسباحة في نهر الفرات، وكان سابحاً ماهراً، وفي تلك الحالة قد يعبر النهر الى جانبه الآخر سباحة وهو يتندر بغرر الطرائف لإشاعة روح الغبطة والمحبة بين الناس!!

لا أطيل عليكم هنا فلقد ترجمته ترجمة وافية في كتابنا (أساتيذ الحوزة العلمية العليا في النجف الاشرف).

المصدر: كتاب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين الصغير

متابعة: فضل الشريفي