مرجعية الإمام السيد حسين الموسوي الحمامي (ت 1379 هـ)

 

أحد نوابغ العلماء ، جاد في العلم والعمل الصالح، أبوه أحد تجار النجف الاشرف المتواضعين، رغب اليه ولده في الدراسة الحوزوية، فبارك له الأب العاقل الحصيف هذه الخطوة، ووافق على ذلك، فأعتمر العمامة، وسكن (المدرسة البادوكية) وواصل الدرس مقدمات ومبادئ، ودرس العربية والبلاغة والمنطق والفقه الفتوائي ثم الفقه الاستدلالي فالأصول، وبرع بذلك كله وزوجه أبوه، فكان يأتي البيت في العطلة (الخميس والجمعة) ولا يبارح تحصيله في المدرسة، حتى حضر بحث زعيم الأحرار الأخوند، وحضّار درسه  وفقهم الله جميعاً، وقد ذكر اغا بزرك أن عدة طلابه كانوا (1200) طالب، بينما ذكر الشيخ علي الشرقي في (الأحلام)  أنهم ثلاثة آلاف طالب ، فإذا خرجوا من بحث الأخوند في مسجد الهندي، اكتضت الشوارع المحيطة به والمؤدية الى الصحن الحيدري بالعمائم السوداء والبيضاء.

ولدى وفاة السيد أبو الحسن قدمته الحوزة العلمية العربية للصلاة بمكانه عند (باب الفرج) وهو الباب الذي يدخل به الى الصحن الشريف من شارع الصفا (صافي صفا).

وكان اختصاصه بالأخوند الخراساني، وروي أنه من حضّار مجلس الإفتاء، كما وروي أنه تكلم في مسألة علمية، فودّعه  الأخوند الى الباب، ونفحه بعشر ليرات ذهبية، وهو مبلغ ضخم في حينه، واستمر على الدرس والمباحثة في مسجد الهندي، ومسجد مراد قبال المسجد الطوسي، وأصبح من أبرز مراجع التقليد في عصره، الى جانب الإمام السيد محسن الحكيم والإمام محمد الحسين كاشف الغطاء، وبقية المراجع العظام.

ولدى وفاته في مقبرة الحاج مراد في مسجده، وأتى عليها فتح شارع وتوسعته فنقل الى حيث مقبرته  اليوم في شارع الإمام زين العابدين عليه السلام، وأجمعوا (شهود عيان)، ان جثمانه الطاهر لم يتغير، وكأنه توفي من يومه، ورثيته في قصيدة في حفلة تأبينية مطلعها:

حفوا بنعشك والجموع تكبر    فكأنه فلك.. وأنت المحور

ترجمت له وافية في كتابنا (قائدة الفكر الديني و السياسي في النجف الاشرف).

----------

المصدر: كتاب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين علي الصغير

متابعة: فضل الشريفي