السيد أحمد الماجد (أبو سدرة) من الفروع العلوية الكريمة

سلام الطائي

 

تحتضن المدن والقرى العربية كثيرا من  مراقد  الانبياء والأولياء والصالحين، ولكل نبي أو ولي أو صالح قصة وسيرة تنبئ عن سمو تلك الشخصية وسر ارتباطها بالله عزّ وجلّ وتكريمه لها، وأثرها الاجتماعي والروحي في المجتمع.

ويعد العراق بمدنه وقراه من بين البلدان العربية التي تميزت بكونها تضم الكثير من مراقد الأولياء والصالحين، ومن هذه المراقد المطهرة (مرقد السيد أحمد الماجد) في محافظة ميسان.

نسبه الشريف 

هو السيد أحمد (المتوفى سنة 524 هـ) بن المحسن (المتوفى سنة 503 هـ)  بن موسى النقيب المتوفى سنة 469 هـ ) بن الحسن (المتوفى سنة 423 هـ ) بن ابراهيم ابو اسحاق ( النقيب في شيراز المتوفى سنة 387 هـ) بن الحسين ابو عبد الله (نقيب البصرة المتوفى سنة 354 هـ ) بن علي ابو الحسين بن المحسن ابو طالب ( صاحب قرية جره في شيراز )بن ابراهيم العسكري بن موسى ابو سبحة بن ابراهيم المرتضى بن الامام موسى الكاظم , وكان عالماً فاضلاً جليلاً وهو عميد السادة العلويين، يعرف عند الناس بأبو سدرة  ويسمى عند بعض الناس بالسيد أحمد الماجد، وهذا ما ذكره البغدادي صاحب كتاب (معالم الآثار في معرفة مراقد الأبرار).

ألقابه وكناه

-           ابن الكاظم : نسبة الى جده الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام للتعريف به انه  من ابناء الإمام المعصوم موسى بن جعفر , وللتدليل على مكانته وتعريفه بأشرف جد له .

-           ابو سدرة : وهو اشهر لقب عرف به المرقد نسبة الى شجرة كبيرة من السدرة وهي قديمة جدا عمرها أكثر من 360عاماً كانت تستظل الناس تحت اغصانها فبقيت الى جوار قبره فعرف مزاره بها .

-           الماجد وهو لقب قديم له توارثه زوار قبره حتى جعله البعض اسما له ويسموه السيد الماجد وعادة يجمعون له اللقبين في آن واحد فيقولون ( السيد الماجد ابو سدرة)

-           سيد أحمد وهو المتعارف عند عامة الناس انه اسمه فيقولون : سيد أحمد الماجد وسيد أحمد ابو سدرة .

-           ابو عجلان  تطلقه عليه عامة الناس وسدنته كذلك , و تعني ان كرامته تتحقق بصورة سريعة وعاجلة .

ولادته وموقع مرقده

ولد في ولاية البصرة وتوفي في منطقة أعالي دجلة في ولاية ميسان ويقع مرقده الشريف على مسافة 10 كم من المجر الكبير ويبعد عن المحافظة بنحو 20 كم وتحيط به غابة من أشجار السدر تعرف عند أهل القضاء بـ(غابة أبو سدرة) وتبلغ مساحة المرقد 7 دونمات تقريباً حسب ما مثبت في الخارطة، جدير بالذكر أنه كان تابعاً لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في العهد السابق، ومنذ سنة 2008م أصبح تابعاً للأمانة العامة للمزارات وفق قرار 19 لسنة 2005م.

تصميم المرقد الشريف

تبلغ مساحة الحرم الداخلي 625م مقسمة الى قسمين، للرجال وللنساء، وبينهما حاجز، أما القبّة فارتفاعها 21م وقطرها (9.60 م) مغلفة الكاشي الكربلائي, ويوجد داخل الضريح الخاتم وهو من الخشب الصاج وصندوق الخاتم يحتوي على نقوش إسلامية وآيات قرآنية وزخارف إسلامية، منحوتة فيه شجرة السدرة والنسب الشريف على الخشب الصاج ويحتوي  المرقد على أربعة أبواب مقسّمة الى: باب “الإمام الكاظم” “وباب القِبلة” “وباب الإمام الرضا” “وباب السِدرة” التي تكون من جانب النهر حيث السدرة موجودة في هذا المكان. أما خارج الحرم فثمة مساحة بعرض 3م وارتفاع 6م من جهتي المزار اليمنى واليسرى ولها ملحقان؛ الأول غرفة بعرض 2م وطول 6.5م وارتفاع 4م مخصصة للصوتيات وقراءة القرآن الكريم ورفع الأذان والأدعية، أما الغرفة الأخرى فهي سرداب الى أسفل القبر ارتفاعه 3م وطوله يقارب 15م ، أما الغرفة التي تضم القبر الشريف فمساحتها 4.5 ×4م وارتفاعها 2.5م  وهي مجهزة بجهاز مكيّف وإنارة وكلها مكسوّة بالمرمر والعين كار ومصممة حسب التصاميم الهندسية وتبلغ المساحة الكلية للمرقد وما حوله 7 دونمات المستغلة منها 5 دونمات فقط والباقي من المساحة هي متنزه ومرآب للعجلات وملحقات المرقد من إدارة وإعلام ومطبخ وقاعة منام وقاعة للمناسبات والنشاطات الثقافية والدينية ويوجد مسقف ارتفاعه 4م وعرضه 14م بطول 65م وأرضيته من الكاشي الموزاييك لراحة الزائرين.

وللسيد (أبو سدرة) كرامات كثيرة أشتهر بها حتى عند الرحالة والمؤرخين وقد ذكر ذلك السيد وليد البعاج في كتابه (أبو سدرة في مدونات الرحالة والمؤرخين).