الأسر العلمية في النجف الاشرف خلال القرن الحادي عشر

الحلقة الأولى

حفَل القرن الحادي عشر بتمركز الأسر النجفية حصراً على نحو عال جدا وذلك ان  تسلسل عطاؤها العلمي واستمرارية  تواجدها الدراسي طيلة ثلاثة قرون, وأمتد بعضها الى القرن الخامس عشر الهجري (القرن الحالي) وليس بالإمكان نتيجة مشكلات الزمان استيعاب تلك الاسر واستدراج تاريخها الا اننا بعون الله تعالى سنمر عليهم مرور الكرام بذكر أبرز الاسماء وأشهر الأعلام مع الضغط الشديد.

أسرة آل الحكيم الطباطبائي

وهي من أعرق الأسر العلمية في النجف الاشرف ولها تراثها الضخم في إحياء معالم الدين حتى القرن الحاضر وكان أشهرهم السيد أمير علي بن السيد مراد الطباطبائي وهو الجد الاعلى لأسرة آل الحكيم في النجف الاشرف.

وقد امتهن مهنة الطب ووصف بأنه جامع علوم الأولين والآخرين وتوفي في منتصف القرن الحادي عشر سنة 1052 هـ ودفن في النجف الاشرف وتسلسلت ذريته الطاهرين على نحوين.

الأول: خدام الروضة الحيدرية ولديهم فرامين عثمانية قديمة في التعيين فيها.

الثاني: الأسرة العلمية الشريفة وكان قد نبغ فيها أعلام وفضلاء في القرن الثاني عشر وفي طليعتهم والد السيد مهدي الحكيم والسيد مهدي هو والد الإمام السيد محسن الحكيم الذي غمر القرن الرابع عشر بفيوضاته السبحانية وجهاده الدائم حتى وفاته غاضبا على الحكام والعملاء المأجورين عام 1390 هـ وهو المرجع الاعلى في عصره وكان والده السيد مهدي بعد دراسته في النجف الاشرف طٌلب الى جبل عامل عالما دينيا وأبقى السيد محمود وهو الاخ الاكبر للسيد الحكيم ويكبره بأثني عشر عاما وقام على تربيته لوفاة والده السيد مهدي وكان مولد الإمام السيد محسن الحكيم عام 1306 هـ وهو الزعيم خلال أربعين عاما والمرجع الاعلى خلال ربع قرن. 

وقد جعل من بيته وابنائه وأسرته طلابا في الحوزة العلمية حتى عد أبناؤه وآله من العلماء الأعلام حتى نكبتهم بالقبض عليهم جملة وتفصيلا صغارا وشبابا وشيوخا في ليلة 26 رجب / 1403 هـ من قبل جلاوزة الطاغية وجرى عليهم ما جرى مما ليس موضعه هنا.

المصدر: المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسيرة ألف عام للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين علي الصغير