مسجد النخيلة التاريخي ومرقد نبيّ الله ذي الكفل.. مشاهد شاخصة لحضارة عمرها آلاف السنين

الكفل قضاء يقع بين مدن بابل والنجف وكربلاء وسط العراق قرب نهر الفرات، تلك البلدة التي تتبع محافظة بابل ادارياً، وتغفو على ضفة الفرات اليسرى تضم قرابة 38 موقعاً آثارياً منها 16 موقعاً مثبتاً بصورة رسمية، وبين كل هذه المواقع يبرز مرقد منح اسمه للناحية، هو مرقد النبي الذي تكفّل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففَعل، انه نبي الله حزقيال المعروف بـ(ذي الكفل).

توالت على تلك الناحية التاريخية والدينية حقب مختلفة وتلمست من التطور والبناء الشيء الكثير ولاسيما عندما يتعلق الأمر بأهم بقعة في هذه المدينة العريقة ألا وهي مرقد نبي الله ذي الكفل ومسجد النخيلة التاريخي.

من هو ذو الكفل

ذو الكفل من الأنبياء الذين ذكروا في القرآن مرتين مرة في سورة (ص) واخرى في سورة (الانبياء), وذكر في القرآن (25) نبياً ومن ضمن هذه المجموعة المباركة نبي الله ذو الكفل, وهذا لقبه، واسمه، حسبما جاء في الروايات والتحقيق والتدقيق (حزقيال بن بوزة).

الكاهن وجدّه لأبيه نبي الله ايوب، هذا النبي المبارك جاء من اورشليم في السبي البابلي الى هذا المكان.

كان ذو الكفل يدافع كثيرا عن اليهود ويتكفل بالكثير من الشخصيات والأنبياء، وحسب الروايات لم ينجُ حتى بنفسه وفي الآخر قتل ودفن في هذا المكان المبارك في مدينة الكفل.

يعتبر هذا المكان من الأماكن المهمة, فهو مزار ومعلم ديني حضاري وتاريخي بناه السلطان الإيلخاني (محمد خدابنداه أولجياتو) وهو محمد بن جنكيز خان الذي بنى هذا المكان بكل ملحقاته ومن ضمنها المنارة التي بنيت في زمن السلاجقة قبل 750 سنة والتي تعد من المعالم المهمة في العراق.

والمزار يضم فضلاً عن مرقد ذي الكفل مراقد خمسة من اصحابه وحواريه واسماؤهم معلمة ومثبتة على القبور.

المساحة الكلية للمرقد المبارك

هي 5000م مربع اما مساحة القبر فتبلغ 7×4م وارتفاع المنارة فهو 24م.

وللمرقد باحة واسعة هي ساحة المرقد الرئيسية (الصحن) ومحاطة بأواوين ذات أقواس رائعة التصميم ويمكن القول ان هذه الأواوين الجميلة عبارة عن غرف مفتوحة متداخلة متعددة الأغراض ومنها امتصاص درجات الحرارة العالية التي يتصف بها مناخ العراق صيفا.

الضريح

ضريح نبي الله ذي الكفل عليه السلام يختلف عن الأضرحة التي تحفل بها المراقد الدينية الأخرى المنتشرة في أرجاء المعمورة حيث يغطي القبر الشريف صندوق خشبي من الصاج الخالص الجميل، وضع في قاعة ترتفع إلى الأعلى على شكل قبة مخروطية مبنية على الطراز السلجوقي، في هندسة معمارية غاية في الروعة والجمال، استخدم فيها نظام الزخرفة والتزجيج بالألوان القديمة وللقبة التي تضم الجسد الطاهر بابان خشبيان منقوش في أعلى كل منهما عبارات باللغة العبرية، هذه الأبواب تطل من جهة الشمال على بناء متداخل بعضه على بعض وبدعائم ضخمة على شكل أقواس، وفي شرقه توجد غرفة لها باب حديدي ثقيل جدا، يقال أنها كانت مكتبة عامرة بالكتب.

اعداد: عباس نجم