متحف التراث النجفي ..معلم تراثي في طريقهِ الى العالمية

 

شواخص تراثية تميز بها بلد عرف بحضارته وعراقته كالعراق وبقي محافظا على تلك المعالم الاثرية رغم توالي الحروب على مر العصور.

 متحف التراث النجفي او ما يعرف بخان شيلان او متحف ثورة العشرين شهد العديد من الاحداث السياسية وانتفاضات ابناء المدينة بوجه القوات العثمانية والاحتلال البريطاني، ويعتبر واحدا من اهم المتاحف المهمة في العراق ويعد من المباني الاثرية القديمة في محافظة النجف الاشرف ويحكي تأريخها النضالي ضد الاحتلال المتعاقب من قبل العديد من الدول.

 يضم المتحف معالم تاريخية من شخصيات دينية واجتماعية وثقافية لتحيي هذا التراث و ليكون قبلة للزائرين ولأهمية هذا المتحف عمدت الحكومة المحلية في المحافظة الى اعادة تأهليه وعزمت وزارة السياحة والاثار العراقية  الى تحويل متحف النجف الى متحف عالمي.

 

متى تأسس ؟

تم بناؤه سنة 1899م من أحد التجار الميسورين لزوار أمير المؤمنين عليه السلام. وللأحداث الجسيمة التي مر بها العراق والنجف الأشرف خاصةً آنذاك ولبنائه الضخم الشاهق والعالي جعله مقراً للحاكمية. واستخدم كذلك مقراً للحكومة المحلية لمدينة النجف الأشرف من سنة 1915 الى 1917 ولزعماء المحلات الأربعة كذلك. 

وتبلغ مساحة المتحف أو خان الشيلان حوالي 1500 م2, ويقع في مدينة النجف الاشرف وفي شارع يسمى شارع الخورنق وهو بالقرب من السور الأخير للمدينة ونقشت على الجدران زخارف إسلامية بعضها باق لحد الان في المدخل الرئيسي للخان.

ممَ يتكون المتحف؟

يتكون من قسمين؛ القسم الارضي وفيه اثنان وعشرون غرفة اضافة الى الأواوين الكبيرة والتي تضم مقتنيات مدينة النجف الاشرف ومدن الفرات الاوسط وغيرها، ومنها تشكيلات من الملابس التي كانت تلبس آنذاك، والاسلحة التي كانت تستخدم اضافة الى بعض الحلي والادوات التي كانت تستعمل.

اما الإيوان الشمالي للخان وهو الايوان الكبير ففيه بانوراما مؤثرة وجميلة جدا تحكي بداية انطلاق الشرارة الاولى لثورة العشرين الى وقوع الاسرى الانكليز في خان الشيلان, ويفتح بابه اليوم للزائرين لتعريفهم بتاريخ وذاكرة هذه المدينة وقوة وبسالة ابنائها في الوقوف ضد الطامعين والمحتلين .

اما الطابق العلوي ففيه مجموعة من الوثائق المهمة والكبيرة التي تم الحصول عليها من الارشيف العثماني اضافة الى الارشيف البريطاني، وهذه الوثائق هي من ثورة 1915 الى الحكومة المحلية اضافة الى ثورة العشرين ومراسلات المرجعية الدينية مع زعماء العشائر والوجهاء والمجاهدين من شمال العراق الى جنوبه اضافة الى مخططات الثوار في ثورة العشرين من خلال المعارك.

الحروب والويلات التي مر بها

مر الخان بحقب متعددة أخرجته من الصفة التي بني لأجلها اذ اتخذه العثمانيون بعد ان سيطرو عليه مقرا للإدارة لهم حيث أنشأت فيه ثكنة عسكرية تابعة لهم قبل الحرب العالمية الاولى، وبعد هزيمتهم امام الإنكليز تمكن أهالي النجف من السيطرة عليه وأسسوا اول حكومة لهم لإدارة المدينة في عام 1915 لمدة سنتين وبعدها سيطر الجيش البريطاني عام 1917 م على النجف فتحولت تبعية الخان الى القوات البريطانية ليصبح مقرا للحاكم العسكري وثكنة للجيش البريطاني ومعتقلا تودع فيه الشخصيات الثورية الا ان الأهالي سيطروا عليه ثانية خلال ثورة عام 1918م.

 

اعداد: أمير الموسوي