مدرسة البقعة التاريخية صرح ديني علمي تخرج منه عشرات العلماء في كربلاء
تعد مدرسة البقعة التاريخية احدى مدارس كربلاء الدينية القديمة التي شيدها العلامة السيد علي نقي الطباطبائي سنة 1260هـ, وتقع في سوق التجار وهي مطلة على شارع الامام علي (عليه السلام) بجوار مرقد السيد محمد الطباطبائي المجاهد, ويرجح ان تسميتها تعود الى البقعة المباركة كربلاء استنادا الى قول الامام الصادق عليه السلام "شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في كتابه هو الفرات, والبقعة المباركة هي كربلاء ", وكان بناء المدرسة مشيدا بالطابوق الآجر, ومكونة من طابقين تضم 20 غرفة مخصصة لسكن الطلاب ودراستهم فيها, وفي وسط المدرسة ساحة فيها حوض ماء للوضوء.
تولى إدارة المدرسة والتدريس فيها السادة آل الطباطبائي, ومن اشهر من تولى التدريس فيها من العلماء: السيد محسن الجلالي الكشميري توفي(1396هـ/1976م) والشيخ عبد الرحيم القمي توفي(1394هـ/1973م) والشيخ مهدي الكابلي توفي(1399هـ/1979م) وآخرون, اما الطلبة فأبرز من تخرج منها: السيد جمال الدين الافغاني والشيخ موسى الحائري بن محمد علي بن مراد الخرسان, وغيرهم آخرون.
ويوجد في المدرسة مكتبة زاخرة بالمخطوطات والكتب القيمة التي يحتاجها طلاب العلوم الدينية, ومن مقتنياتها كتاب جامع الاحكام للسيد عبد الله شبر مكون من عشرين مجلد, وقد تميزت المدرسة بنشاطاتها الفكرية والثقافية, فكانت تصدر عنها نشرة شهرية سميت بـ (صوت المبلغين) بإشراف السيد حسن المصباح, وقد دأبت المدرسة على إقامة المجالس الأدبية والثقافية والدينية, التي يتذاكرون فيها الوضع الداخلي للبلد والأوضاع العربية في مقدمتها المحنة الفلسطينية, واستمرت المدرسة بنشاطاتها العلمية والثقافية حتى سبعينيات القرن العشرين اذ بدأ نشاط المدرسة يتراجع بسبب سياسة البعث المقيت الذي قيد الحريات الدينية والفكرية.
ويدرس مئات الطلاب في البقعة وتمنح فيها دروس المقدّمات والسطوح والفكر نهاراً والأصول ليلاً ولدعم الروح العلمية والثقافية في كافة المجالات.
يقول السيد سلمان ال طعمة:(وقد أخبرني السيد محمد رضا الحسيني الجلالي أنه درس بمعية الخطيب المرحوم الشيخ أحمد المعرفة في تلك المدرسة ، وكانت دروسهما في الاصول ككتاب القوانين الذي درسه على يد الشيخ محمد مهدي الكابلي).
ويذكر في سنة 1399هـ/1979م هدمت المدرسة لفتح شارع للمشاة يربط بين العتبتين المقدستين مع ما تهدمت من مدارس دينية.
اعداد عباس نجم: