المتحف البغدادي.. فلكلور شعبي ومعلم تراثي يضاهي المتاحف العالمية

ما ان تلج دواخله حتى تشعر انك في سياحة مدهشة ومبهجة عبر أثير التاريخ، تصادفك مشاهد متنوعة كل منها يحكي حكايته، فمن مشهد التتنجي (صانع التبغ) وهو يلف بشماغهِ على رأسه وينحني ليجمع فتات التبغ وبجواره يجلس الزبون وهو يمسك بين اصابعه بالسيجارة الى مشهد المقهى الذي يضم احد الباشوات وهو يطالع جريدة وبجانبه يجلس باشا آخر يمسك بعصاه, والى جوارهما يقف عامل المقهى وهو يقدم لهما الشاي وخلفهم تجلس مجموعة من مرتادي المقهى في مشهد يحاكي الفلكلور الشعبي الى مشهد العرائس الشعبية ثم الى مشهد النفائس الثمينة، وكلما تجولت في دواخله ازددت فضولا وتشوقا لرؤية عشرات المشاهد والتعرف عليها، انه المتحف الوطني العراقي او ما يسمى بالمتحف البغدادي.

متى افتتح المتحف البغدادي؟ وما الغاية من انشائه ؟

افتتح هذا الموقع التراثي عام 1970 وهو يحكي عن تأريخ بغداد القديم وحياة البغداديين بكل تفاصيلها وتسليط الضوء على التراث والفلكلور والحفاظ عليه من الضياع ليكون بمتناول الاجيال المتعاقبة، إذ عمدت دائرة أمانة بغداد على إنشاء مبنى المتحف البغدادي ليوثق بأمانة وموضوعية مدة زمنية من تأريخ العاصمة بغداد، وينقل للأجيال الحاضرة واللاحقة تفاصيل دقيقة من تاريخ اجدادهم كيف عاشوا، وماذا امتهنوا وعملوا وكيف مارست العوائل البغدادية طقوسها الحياتية وتقاليدها الشعبية وماذا استعملت تلك العوائل من وسائل وأدوات ومواد منزلية.

المتحف والحروب المتعاقبة

ظل المتحف العراقي مفتوحا طوال سنوات الحرب العراقية الإيرانية,إلا أنه أغلق سنة 1990 بعد تعرض بعض البنايات المقابلة له للقصف فأصبح في خطر، وعندئذ نقلت المئات من مقتنياته إلى طابق تحت الأرض.

وقد أدى هذا الإجراء الاحترازي إلى تضرر القطع المخزونة لارتفاع منسوب المياه الجوفية, وفي سنة 2000 أعيد افتتاح المعرض ثم أغلق سنة 2003 قبيل بداية الحرب الأميركية على العراق.

محتويات المتحف

يضم المتحف 385 تمثالا توزعت على 77 مشهدا يضاف إلى ذلك كافة المواد والمستلزمات والحاجيات والأكسسوارات التي يحتاجها المشهد, ويحتوي أيضا مكتبة ضمت خزاناتها وثائق ومراجع ومصادر عن مدينة بغداد بلغ عددها 4830 كتابا, احتوت على الحكايات والعادات والتقاليد التي اشتهر بها البغداديون ويضم المتحف مجموعة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين العراقيين الرواد.

من الجدير بالذكر ان المتحف البغدادي يوثق فترة زمنية من تاريخ بغداد وينقل تفاصيل دقيقة عن حياة البغداديين بكل تفاصيلها ويلقي الضوء على تراث عظيم وفولكلور رائع ونمط الحياة التقليدية لبغداد القديمة ، ويستعيد بساطة الحياة وتماسكها وثراءها الاجتماعي من خلال مشاهد واقعية تجسد الشكل والحركة والالوان ابدعها فنانون عراقيون صنعوا تماثيل الشخصيات بلغة ذات صلة بالموروث الشعبي والتراثي لبغداد.

اعداد: أمير الموسوي