نساء في ذاكرة الخلد.. أم أيمن

الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

 

هي بركة بنت ثعلبة، عُرِفت بكنيتها بابنها أيمن، وهي أم أسامة بن زيد ابن حارثة أيضاً ، يقال لها : مولاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وخادم النبيّ ( صلى الله عليه وآله)، هاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة تعرف ب‍أُمّ الظباء.

فقيل: كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطّلب وكانت من الحبشة ، فلمّا ولدت آمنة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بعدما توفّي أبوه حضنته أُمّ أيمن حتّى كبر ، ثمّ أعتقها النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثمّ أنكحها زيد ابن حارثة، توفّيت بعد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بخمسة أشهر ، وقيل : بستّة أشهر.

وكان النبيّ ( صلى الله عليه وآله) يزورها ويقول : أُمّ أيمن أُمّي بعد أُمّي .

وقال فيها النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : من سرّه أن يتزوّج امرأة من أهل الجنّة فليتزوّج أُمّ أيمن. فتزوّجها زيد، فولدت له أُسامة. 

وقيل: إنَّ النبي (صلّى الله عليه وآله) ورثها عن أبيه.

وقيل: ورثها من أمه، وكانت تحضنه ، فلما تزوج بخديجة أعتق أم أيمن.

 وقيل: إنَّ خديجة وهبتها له فأعتقها.

مهاجرة جليلة، هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، وشهدت حنيناً وأُحداً وخيبراً، وكانت في أُحد تسقي الماء وتداوي الجرحى.

كانت حاضنة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي التي جاءت به بعد وفاة أمه (عليها السلام) في الأبواء، وكانت أيضاً حاضنة للإمام الحسين (عليه السلام) بعد أن رأت رؤيا أهالتها حيث رأت أن بعض أعضاء النبي (صلّى الله عليه وآله) قد أُلقي في بيتها فأولها لها النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال لها: نامت عينك يا أم أيمن ! تلد فاطمة الحسين فتربينه وتلبينه (أي تسقينه اللبن) فيكون بعض أعضائي في بيتك .

 وكان (صلّى الله عليه وآله) يزورها، وكان أهل البيت ((عليهم السلام)) يقبلون هديتها، ولمّا أراد أن يهاجر أودع الودائع والأمانات عندها وأمر علياً بردها إلى اصحابها.

شهد لها النبي (صلّى الله عليه وآله) بأنها من أهل بالجنة، وكذلك شهد لها الإمام الباقر بذلك.

رفضت خلافة الخليفة الأول، وقد روي أنها أقبلت عليه فقالت له: يا ....، ما أسرع ما أبديتم حسدكم ونفاقكم! فأمر بها الخليفة الثاني فأخرجت من المسجد وقال : ما لنا وللنساء .

شهدت لفاطمة (عليها السلام) بحقها في فدك وردّ الخليفتان الأول والثاني شهادتها.

كانت حاضرةً عند الزهراء في وفاتها حيث إنها كانت من أوثق نسائها عندها وفي نفسها ، وهي التي صنعت نعشاً مغط بجرايد النخل لها فقالت لها الزهراء: سترتيني سترك الله من النار.

نُقِل عنها العديد من الأحاديث ومنها حديث استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وسبي نسائه وكانت موضعاً لعناية أهل البيت (عليه السلام).

نقلت بعض الروايات حصول معجزات لها، ومنها: أن أم أيمن لما توفيت فاطمة (عليها السلام)، حلفت أن لا تكون بالمدينة إذ لا تطيق النظر إلى مواضع كانت (عليها السلام) فيها ، فخرجت إلى مكة ، فلما كانت في بعض الطريق عطشت عطشاً شديداً ، فرفعت يديها وقالت : يا رب أنا خادمة فاطمة ، تقتلني عطشا ! فأنزل الله عليها دلوا من السماء ، فشربت ، فلم تحتج إلى الطعام والشراب سبع سنين . وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش .

 لفضلها وصلابة إيمانها وتمسكها بالمبدأ الحق تشرفت لتكون من اللواتي يرجعن مع قائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما في رواية المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام).