نساء في ذاكرة الخلد.. أم الأسود بنت أعين الشيباني

الشيخ حسين الاسدي

مستبصرةٌ مؤمنة عارفة، أول من تشيعت وعرفت أمر أهل البيت (عليهم السلام) من آل زرارة، شيعها أبو خالد الكابلي أحد أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام) ومن حوارييه.

وهي غمضت لزرارة عند موته.

امرأةً خرجت من قوقعة التقليد الأعمى لتفتح بصيرة قلبها على النور، ولتكون سبباً في هداية من صار فيما بعد وتداً من أوتاد الأرض ومن لولاه لضاع التشيّع، ذاك هو أخوها زرارة ، فصارت هي مصداقاً لقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): (وأيْمُ اللَّه لأَنْ يَهْدِيَ اللَّه عَلَى يَدَيْكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْه الشَّمْسُ وغَرَبَتْ ولَكَ وَلَاؤُه يَا عَلِيُّ) 

لم يحفظ التاريخ عنها معلومات كثيرة، إلا كونها سبباً في استبصار بني أبيها (زرارة وهو أشهرهم وأفقههم، وبكير، وحمران، وعبد الله، وعبد الرحمن، وقعنب، بني أعين) وهم من الأصحاب الذين لم يُختلف في وثاقتهم.

وظلت هذه الأسرة عارفةً بحق أهل البيت (عليهم السلام) وتمّدُ التاريخ الشيعي منذ أيام الإمام الباقر (عليه السلام) وحتى أيام الغيبة الصغرى بالفطاحل من الرواة والفقهاء والعلماء المتبحرين في أكثر من جهةٍ علمية حتى قيل: (انه قل رجلٌ منهم الا روى الحديث، وقد جمع من روى الحديث منهم فكانوا ستين رجلاً) ، وكانوا من حيث المستوى كما يقول ابن عقدة : (كل واحدٍ يصلح أن يكون مفتي بلد).

استبصارها ومعرفتها بأمر أهل البيت (عليهم السلام) وثباتها على مبدئها وتسببها في هداية إخوتها، كلها أوسمة شرفٍ حازتها باستحقاق، وهي معالم واضحة في طريق الحق للمهدويات.