قلعة ذرب التأريخية شاهد عريق على حضارة العراق القديم

تعد قلعة ذرب من المعالم التاريخية المهمة وشاهد على احداث سياسية فاصلة في التاريخ العراقي الحديث والمعاصر, واصبحت اليوم من المراكز السياحية التي يؤمها الزوار ويقصدها الباحثون للوقوف على الحقائق وتتبع الاحداث.

وتقع هذه القلعة التراثية تحديدا في ناحية غماس التي تبعد 45 كيلومتر جنوب غرب مدينة الديوانية, وتعود إلى فترة الوجود العثماني في العراق, ويعتقد انها بنيت في حدود عام 1770  وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى امير عشائر الخزاعل ذرب بن مغامس بن شلال الخزعلي, حيث سلمته الدولة العثمانية هذه القلعة الإستراتيجية لضمان هدوء العشائر وعدم اثارة الاضطرابات ضد العثمانيين بسبب نفوذ امارة الخزاعل في تلك المناطق.

وكان لها دور مهم خلال ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني إذ عُثر فيها مؤخراً على كميات كبيرة من اسلحة الثوار تتضمن سيوف وخناجر ودروع. 

وبنيت القلعة على شكل حصن مربع طول كل ضلع فيه 50 متراً وعرض الجدار الخارجي متر واحد, وقد شيدت جدرانها بمادة الطابوق والحصى والفرشي المربع الشكل, حيث تحتوي على اربعة ابراج عند كل ركن منها نصف دائرة مسقفة بعقود دائرية وتحتوي من الداخل على اقواس على شكل محاريب بارزة نحو الخارج, وتوجد داخل القلعة في الضلع الشمالي منها غرفة مصممة على نفس طراز البرج يبدو انها كانت مركز قيادة للسلطة ويحتوي كل برج على سلم جانبي لينتهي بسقف البرج الذي محاط من الاعلى بسياج  يشرف على جميع الجهات لغرض الرصد والمراقبة,

 ونظرا لضخامة القلعة وارتفاع جدرانها وضعت ثلاث عشرة دعامة من الداخل متصلة بالسياج الداخلي للقلعة مندفعة ما يقارب نصف متر, ويبدو من اشكالها انها متصلة ببناء اخر كانت تستعمل كمخازن او اسطبلات, وقد عثر فريق من آثار الديوانية خلال عملية تنقيب وصيانة القلعة  التاريخية على اسلحة  تعود لثوار العشرين الذين استطاعوا وبأسلحة بدائية طرد قوات الاحتلال البريطانية من العراق في عام  1920حيث عثر مؤخرا اثناء عملية البحث والصيانة على أكداس من الأسلحة وسيوف وخناجر ودروع وسلاسل ودلال تعود لقادة ثورة العشرين مدفونة في احد الأماكن في القلعة. وكان قادة ثورة العشرين قد استخدموا هذه القلعة مركز قيادة لمحاربة الانجليز.

عباس نجم