قصر العطشان وحكايات التاريخ والتراث

تقرير: أمير الموسوي 
تشكل الشواخص التراثية نقطة اتصال تاريخية بين العصر الحالي والعصور القديمة  من حيث الاطلاع على المعالم الأثرية والتصاميم الهندسية في الازمنة الماضية، وتتميز كربلاء  بوجود الكثير من الشواخص الاثرية من بينهم قصر العطشان  او ما يسمى ب خان مقاتل الذي أنشئ في العصر العباسي و يعود تأريخه الى الفترة التي بني فيها قصر الاخيضر آنذاك وسمي بالعطشان لانطماس منابع مائه.
موقعه 
تعددت الروايات لبيان موقعه الحقيقي وفي احدى الروايات حدد موقعه بين موقدة و الكوفة  الا أن الرواية الاكثر تداولا ودقة بينت انه يقع في المنطقة الواقعة بين كربلاء والنجف وعلى بعد 16 كلم باتجاه الغرب من خان النخيلة، وإلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء بنحو 30 كلم.
بُني القصر في هذا المكان تحديداً ليكون نقطة اتصال تربط القوافل التجارية بدرب الساعي وطريق الفرات الواصل الى حلب، كما يربط ايضاً القوافل الأخرى بطريق الحج، وتذكر بعض المصادر ان هذا الموقع هو المكان الذي التقى فيه الامام الحسين عليه السلام بعبيد الله بن الحر الجعفي الذي تغيب ولم يشهد واقعة الطف .
هندسة الخان ومحتوياته
هو مربع الشكل تقريباً أبعاده من الشمال الى الجنوب (25.5 متراً) وعرضة من الشرق الى الغرب (24.90 متراً) وهو محاط بسور سميك مدعم بثمانية أبراج بنيت لتكون ركائز لهذا المبنى الضخم ويوجد فيها أواوين مستطيلة الشكل، وتطل على الساحة المكشوفة عُقدٍ مدببة مسقوفة بقبو نصف أسطواني، وينفتح الايوان من الخلف بباب حجرة مربعة الشكل ومسقوفة ، وتنفتح الحجرة على حجرتين صغيرتين يميناً ويساراً وهما مسقوفتان ايضاً، اما الجدار الغربي من القصر فيوجد فيه ثلاث قاعات جميعها بعرض واحد تطل على الصحن بباب مستقل
الخان والرحالة والمنقّبون 
زار الكثير من الرحالة والمنقبين والسائحين القصر من  بينهم البريطانية المس بيل, والرحال الفرنسي تافرنيه مكتشف الخان وفي رحلته الى العراق في القرن السابع عشر الميلادي وصف الخان بقوله
قد يكون هذا القصر ( خان العطشان ) وهو بناء قديم ترى أطلاله ورسومه في البادية غربي الفرات على نحو من ثلاثين كيلو متراً من جنوب غربي كربلاء وهو مبني بالآجر ، ومازالت الكثير من جدرانه وأقواسه وبعض عقاداته ترى إلى يومنا هذا وإن كانت قد تشعثت وتصدعت والذي نميل اليه ان لهذا البناء صلة بالموقدة ( الموجدة ) وهو منار يبعد عنه مسيرة ساعتين إلى الشمال الغربي ان هذه المباني التي ترى بقاياها منثورة في طف البادية كانت فيما مضى مسالح ومعاقل وحصوناً ومناور للدولة الفارسية تقيها شر هجمات دولة الروم.