الظاهر والمظهر (ع).. قتلهما صاحب الديوان الملكي لحب الناس لهما

تقرير: سلام الطائي

الظاهر والمظهر، سيدان جليلا  القدر وشريفا النسب، إذ يعود نسبهما بحسب ما تشير اليه المصادر الى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وكحال بقية أهل بيت النبوة تعرض هذان السيدان الى الاضطهاد والظلم حتى التحقا بالرفيق الاعلى شهيدين مظلومين (عليهما رضوان الله).

وللسيدين الجليلين مزار شاخص يقع في ناحية المدحتية  في محافظة بابل، وسط منطقة زراعية،  يبعد عن مرقد السيد الجليل العلامة ابي يعلى، الحمزة الغربي(عليه السلام) بحدود 2كم.

النسب الشريف
 بعد البحث والتحقيق عن نسب السيدين الجليلين علي الظاهر ومحمد مظهر الدين ( عليهما السلام ) تبين أنهما من  أبناء السيد منصور بن السيد نعمة بن إدريس بن عبد الله بن الحسين القطعي بن موسى أبو سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم ( عليهم السلام )".

 ان المصادر التاريخية تفيد بأنه بعد سقوط الدولة العباسية في زمن هولاكو، كان السيدان يدرسان في جامع الكوفة المعظم، العلوم الدينية وفي نفس الوقت يخدمان زائري السيد مسلم بن عقيل (عليه السلام) بسقيهم الماء، استذكارا منهما  لعطش جدهم سيد الشهداء (عليه السلام) في عاشوراء حتى قاموا بحفر نهر من الفرات إلى مرقد مسلم بن عقيل (عليه السلام) و وصل النهر إلى أطراف النجف وكان ذلك على نفقتهم الخاصة".

استشهادهما (رض)

كان للسيدين مكانة كبيرة لدى المجتمع في ذلك الوقت، إذ يلجأ إليهما كثير من المؤمنين للاستماع إلى حديثهما عن سيرة أجدادهم المعصومين (عليه السلام) ولمعرفة الأحكام الشرعية، حتى أصبح هذا الأمر يثير غضب صاحب الديوان الملكي (الجويني)، فنصب لهم العداء وقام باستخدام كافة الأساليب والطرق لعزل الناس عن السيدين الطاهرين، ولكنه لم يتمكن من ذلك، وكان السيدان يردّان الإساءة بالإحسان، وقد ازداد غضب الجويني عليهما، فقتلهما ورماهما في بئر دارهم في أواخر شعبان سنة 683 هجرية وبهذا نالوا الشهادة".

اكتشاف المرقد  

 ان الاعتقاد السائد قبل اكتشاف مرقدي السيدين ان هناك قبرا واحدا فقط، وبعد التحقيق الدقيق تبين أن هناك قبران وليس قبرا واحدا، وفي عام 1998 تم مراجعة المرجع الديني السيد حسين بحر العلوم (قدس) للتأكد من النسب الشريف للسيدين، وعلى ضوء ذلك بدأ الحفر والتنقيب بحضور وكلاء بعض المراجع، وجمع من المؤمنين، اتضح ان هنالك قبرين متحدين مع بعضهما البعض تضمهما غرفة قديمة من الطراز الإسلامي مساحتها (4.5×4.5)م2، وهي السرداب الحالي".

بناء المزار الشريف

بعد التأكد من نسب السيدين الشريفين، شرع سدنة المرقد ببنائه، ألا ان ازلام النظام الصدامي قاموا باعتقالهم بذريعة سرقة الآثار، وبعد تدخل مديرية آثار بغداد العامة انذاك تم منح اجازة بناء المرقد للسدنة، وفي عام 2008 ضم المرقد الطاهر الى الامانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، والتي قدمت الدعم المادي والمعنوي لإتمام بناء المزار الشريف حتى وصل الى ما هو عليه اليوم،  وما زال الدعم متواصلا لتوسيع المزار الطاهر".