الشيخ باقر شريف القرشي (قدس سره)خلق نبوي وموسوعة فكرية

 
 
• الراحل في سطور
ولد في النجف الاشرف عام 1344 هـ.. وتوفي فيها عن عمر 89 عام بتاريخ يوم الاحد المصادف26رجب 1433هــ 17 /6 /2012م في مدينة النجف الاشرف اثر مرض عضال ودفن في مكتبة الامام الحسن (عليه السلام) التي أسسها في  النجف الاشرف . وكان والده مرشدا دينيا في ناحية القاسم احدى اقضية الحلة في محافظة بابل .
وتوفيت والدته عندما كان طفلا فقام والده بتربيته وتوجيهه لطلب العلم وكان عمره أقل من عشر سنين، فدخل مدرسة اهل البيت الدينية.
ولم يدرس في المدارس الرسمية انذاك حيث لم تكن منتشرة في عصره, ونهل علوم العربية والفقه وتدرج في طلب العلم من خلال المراحل الحوزوية المعروفة من مقدمات وسطوح وبحث خارج.
ونشأ عند مشايخ وأساتذة من فضلاء الحوزة الشريفة وكانوا يتخذون من بيوت الله مكاناً للدرس .
قام بتأليف موسوعة ائمة اهل البيت التي تربو على الاربعين مجلداً وقد ترجمت هذه الموسوعة الى اللغة الانكليزية فضلا عن العديد من اللغات الاخرى ثم الف شرح الكفاية بثلاثة مجلدات ولا تزال بعضها موجودة في مكتبة الامام الحسن كما ألف مجموعة من الكتب الاسلامية التي كان منها كتاب العمل وحقوق العامل في الاسلام والذي ترجم الى احدى عشرة لغة، وقد نال اهتماماً منقطع النظير كما ألف النظام التربوي في الاسلام وهو يُدرَّس الان في الجزائر وفي الرياض ولندن ثم نظام الحكم والإدارة والإسلام وهو كتاب مهم فيه عرض للحكومات الموجودة في العالم وبيان ما يواجهها من المؤاخذات العلمية.
وهو المفكر الوحيد في العراق الذي وضع له جناح  خاص في مكتبة الكونغرس الامريكية. وقد وضعت فيها مؤلفاته.
لقد ألف العلامة الشيخ باقر (قدس سره) كتاب الإمام الحسن، وفي حينها لم تكن هناك في عصره سوى المكتبة الحسينية ومكتبة كاشف الغطاء، فعانى جهدا شاقا وعسيرا في التأليف وايقن ان افضل خدمة تؤدى الى الفكر والعلم إنشاء المكتبة.
وعرض ذلك على شقيقه حجة الاسلام الشيخ هادي القرشي -رحمه الله- فاستجاب الى الفكرة فانشأ مكتبة الإمام الحسن في مكان لا يسع الا لكوكبة صغيرة من المطالعين.. وتوسعت الكتب حتى بلغت عشرات الآلاف ومن ثم على ما يزيد على مائة الف كتاب فضلا عن اربعمائة مخطوطة، فوجد الحاجة لإنشاء مكتبة جديدة ذات طوابق خمسة لتكون قادرة على استقبال روادها وكان الطابق الاول ينقسم الى جهتين جهة للمراجعين من الرجال وجهة للنساء ومخزن للكتب وأربعة طوابق على هذا الوفق اما الطابق الخامس ففيه غرف اعدت للباحثين والمؤلفين من اساتذة الجامعات وغيرهم.
مجلة الروضة الحسينية التقت مجموعة من اساتذة وطلبة العلوم الاسلامية والحوزة العلمية لتأخذ آراهم حول شخصية الشيخ القرشي رحمه الله .
السيد محمد صادق الخرسان :جملة ما يمتاز به سماحة الشيخ القرشي- رحمه الله-  أنه صاحب قلم سيال خدم به الأمة جمعاء وتخصص فيما يرتبط بأهل البيت (عليهم السلام) في دراسات تحليلية موسعة وقد أصدر موسوعة اهل البيت (عليهم السلام) وهي نافعة ومفيدة ملأت فراغا في المكتبة الاسلامية ونرجو من الله -سبحانه وتعالى- ان يقيض للأمة من يقوم بملء هذا الفراغ من اهله ومن سائر طلبة العلم ولاسيما ان المرحوم الشيخ القرشي -رحمة الله عليه- كان يهتم بتربية طلاب العلم والاهتمام ببحوثهم وقد زرته قبل وفاته بأسبوعين تقريبا وكان من جملة ما حدثني به اهتمامه ان يكون من بعض آله وذويه من طلبة العلم ونرجو من الله -تعالى- ان يحقق له هذه الامنية .
 
السيد محمد علي بحر العلوم استاذ في الحوزة العلمية : 
ان فقدان الشيخ باقر شريف القرشي فقدان عظيم في هذه الايام لأننا بأمس حاجة لرجال من أمثاله وإلى قلمه وفكره الذي أثرى به المكتبة الاسلامية خلال ما يزيد عن خمسين سنة. 
سماحة الشيخ القرشي كتب في التاريخ الاسلامي وتاريخ اهل البيت (عليهم السلام)في فترة كان يندر فيها الكتاب وفي فترة كانت المكتبة العربية بحاجة لمن يكتب عن تاريخ ائمتهم كتابة تحقيقيه تتعرض الى كافة جوانب حياتهم الشريفة , وبالفعل استطاع سماحة الشيخ باقر شريف القرشي ان يؤلف سلسلة عن حياة الائمة (عليهم السلام) المحققة التي كتبت بتحقيق علمي دقيق اثرى بها المكتبة العلمية وهذا يعد انجازا فريدا من نوعه في علمائنا المعاصرين -حفظهم الله -
 و من مميزات سماحة الشيخ أيضا انه كان يتميز بالتواضع ويهتم بطلبة العلوم الدينية ويهتم بتزويدهم وبنصحهم وإرشادهم الى الكتب المتعددة في ابحاثهم ورعايتهم وكان في تواضعه يخجل الكبير والصغير، وأيضا من آثاره وأعماله تأسيسه مكتبة الإمام الحسن العامة وهذه المكتبة التي فتحت ابوابها منذ سنين طويلة امام الباحثين والمحققين وكذلك استطاع ان يجمع فيها الكثير من الكتب والآن هي مكتبة عامرة و تتألف من اربعة طوابق وهذا يعدّ انجازا في ظل الاوضاع العصيبة التي عاشتها مدينة النجف الاشرف .
كما يضاف اليه ـ رحمه الله ـ  الشيخ القرشي تعامله بحنكة وحكمة مع الظروف العصيبة في زمن النظام المقبور حيث اتخذ مسيرة الكاتب والمؤرخ والمفكر الذي ابتعد عن الاصطدام مع السلطة ولكن في نفس الوقت حافظ على الاصالة الشيعية و على الحوزة العلمية وعمل على إبقائها نابضة بالحركة والتأليف بإصراره على الكتابة طيلة فترة النظام البائد .
 
الشيخ عمار الجبوري حفيد الشيخ الراحل :
 قال النبي محمد (صلى الله عليه وآل وسلم) مداد العلماء افضل من دماء الشهداء فالعلماء بمدادهم  يكافحون الشبهات ويدافعون عن الاسلام لاسيما الشيخ الراحل الفقيد الذي قضى ما يقارب اكثر من نصف قرن من عمره الشريف في سيرة اهل البيت (عليهم السلام) وفي تاريخهم العطر فضلا عن ذلك كافح الشبهات الضالة من الشبهات الرأسمالية والشبهات الاشتراكية في كتبه العديدة منها اول كتاب الذي صدر له كتاب العمل وحقوق العامل في الاسلام فهو يعتبر قلم الاسلام ويعتبر الناشر لفضائل ومكارم أهل البيت (عليهم السلام) .
 
السيد محمود المقدسي الغريفي: 
منذ ان كان عمره ثلاثة عشر سنة دخل الحوزة العلمية فكانت البدايات الاولى من دراسته في الحوزة العلمية درس على يد جملة من الافاضل منهم محمد علي الدمشقي ومحمد رضا العاملي والسيد علي عبد الكريم خان المدني اثناء دراسته في المقدمات والسطوح .
يعدّ الشيخ القرشي من المراجع التاريخية في النجف فأصحاب الدراسات العليا والأستاذة والمحققون في كافة العلوم الاسلامية يرجعون الى سماحة الشيخ الراحل للاستفسار عن أي سؤال يخص تاريخ وأحاديث وروايات اهل البيت (عليهم السلام)لان الشيخ القرشي -قدس سره -يعتبر موسوعة في أهل البيت والرجل الذي كتب عن اهل البيت من رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الى الإمام المهدي -عجل الله فرجه الشريف- وعن ابنائهم وأعمامهم وكل المتعقلين فيهم هو -بل شك - موسوعة فكرية شاملة .
وفقدان سماحة الشيخ القرشي فقدان لمرجع الدراسات العليا وطلبة الحوزة ومحققيها في هذا المجال التاريخي فضلا عن دروسه الحوزوية .
الشيخ ليث الربيعي احد طلبته من واسط : 
الشيخ العلامة القرشي استاذنا وكل طلبة العلوم الدينية وابتاع أهل البيت (عليهم السلام) يدينون له بالفضل لانه صاحب الموسوعة الكبيرة التي تتضمن تاريخ الائمة اولا و ثانيا فالشيخ المرحوم هو المحقق التاريخي الذي يرجع اليه في الكبيرة والصغيرة وفي حل أي خلاف في قضية تاريخية 
فرحيل الشيخ القرشي خسارة للعالم الاسلامي وخصوصا لمدرسة اهل البيت (عليهم السلام) ونسال الله ان يعوضنا بعالم محقق مثله لأنه اذا فقد عالم ثلم الاسلام ثلمه لا تسد الا بعالم مثله .
لابد لشبابنا الواعي والمثقف وطلبة الجامعات وأساتذة الجامعات وطلبة الحوزة العلمية التي يقرأوا كتب سماحة الشيخ باقر شريف القرشي لكي يستفيدوا منها كثيرا  ولتكوين حصيلة كبيرة من المعلومات والثقافة الاسلامية خصوصا في مجال التاريخ لان الشيخ المرحوم بذل جهدا جهيدا من اجل ان يوصل لنا المعلومة فيجب علينا ان نستفيد من هذه المعلومة والمفردات النورانية التي تركها لنا ومن اراد ان يستفيد ويتعمق كثيرا في تاريخ وحياة اهل البيت (عليهم السلام) فعليه ان يراجع كتب ومؤلفات المؤرخ الشيخ باقر شريف القرشي .
 
الشيخ حامد النعمان الجعيفري :
الشيخ القرشي هو قلم الاسلام اذا لم نقل انه لسان الشيعة الذي قضى حياته في الكتابة  عن ال محمد (عليهم السلام) فقد كتب عن رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) حتى امامنا الحجة -عجل الله فرجه الشريف- و الشيخ القريشي عنوان الشيعة وهو مفكر اسلامي ورجل مجتهد عالم جامع لشرائط الاجتهاد انا احد طلبته وجلست معه كثيرا كان رجلا صاحب تقوى وأخلاق ودين مع هذه كله كان قلم الاسلام .
وكان تعامله مع طلبته تعامل الاب مع الابن وكان يعاملنا كمجتهدين مع اننا لم نصل لدرجة الاجتهاد وكان بمثابة اب لنا وليس استاذا . وأوصي كل طلبة العلوم الاسلامية ان يتخذوا من الشيخ باقر القرشي إسوة حسنة ويتخذوه مثلا اعلى لهم  ويستفيدوا من مؤلفاته ومن حياته العلمية الحوزوية .
• تحقيق: محمود المسعودي - يحيى الفتلاوي