آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي قدس سره

* من هو؟

ولد الشيخ التبريزي (قدس سره) سنة (1345 هـ.ق) في مدينة تبريز، في أُسرةٍ كريمة عُرفت بالولاء لمحمدٍ وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام، وكان والده الحاج علي من التجار في مدينة تبريز ومن المعروفين بالصلاح والتقوى، فنشأ في رعاية والديه ، حتى بلغ سن السادسة، فدخل المدرسة الأكاديمية رغم صعوبة وتكلفة الدخول في المدارس الحديثة في ذلك الوقت، ولكن لشدة اهتمام والده به أدخله فيها مما ساعده على نمو فكره واطلاعه على بعض العلوم الحديثة كالرياضيات والهندسة وغيرها.
ثم انه وبعد إكماله مرحلة الابتدائية والثانوية ونظراً لعشقه لطلب العلم وطموحه إلى المعالي أخذ يقرأ بعض المتون في الصرف والنحو والمنطق والبلاغة، تارةً عند أحد المشايخ، وأخرى يقرأ هو بنفسه، وقد فاتح أباه في أن يأذن له بالالتحاق بركب الحوزة، ولكن لصعوبة الظرف المعاشي والسياسي لأهل العلم إبان الحرب العالمية الثانية، لم يأذن له والده في ذلك إشفاقاً عليه، فإنّ ما اختاره طريق مليء بالأشواك.وقد عرض عليه والده أن يشركه معه في تجارته، ولكنه رفض ذلك رفضاً قاطعاً مما جعل الأب العطوف يذعن إلى طلب ولده فأذن له في ذلك فكانت فرحةً عظيمة لهذا الفتى الذي قُدر له أن يكون من أساطين الحوزة وفحول العلماء وكبار المراجع.
* الهجرة إلى النجف الأشرف

وفي يوم من الأيام- كما ذكر الشيخ في احدى المرات- كنتُ جالساً في ساحة المدرسة اُفكر في كيفية الذهاب إلى النجف، وإذا برجل على رأسي وقد بان عليه أنه من التجار، وكان يأتي في السابق إلى المدرسة حباً منه لأهل العلم، والظاهر أنه كان يتابع نشاطي العلمي ويسأل عني من دون وجود علاقة بيننا. جاء هذا الرجل وسلّم وقال: ما لك متفكراً؟ فقلت له: أفكر في الذهاب إلى النجف، فقال: وما يمنعك من الذهاب؟ فأجبته: يمنعني أن السفر ممنوع وخصوصاً للشباب، وكان ذلك إبان رجوع الشاه بعد سقوط حكومة مصدّق، فقال الرجل: لا عليك، أعطني صورك وبعض المعلومات واترك الأمر لي.
 فعجب الشيخ من ذلك، لكن الله تعالى إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فأعطاه ما يحتاجه وذهب الرجل، فما مضى يوم واحد حتى عاد ومعه جواز سفر إيراني رسمي قد هيأه عن طريق بعض أصدقائه وعلاقاته، ولعله دفع مالاً لأجل ذلك. وقال له: هذا جوازك، فهيئ نفسك غداً للسفر إلى العراق. وفي الصباح جاء إليه مستأجرا له كرسياً في سيارة صغيرة مع ثلاثة أشخاص، وأعطاه متاعاً للسفر وودعه، فشكر له الشيخ جميله ودعا له كثيراً. وتحركت سيارتهم، فلما وصلت إلى قريب الحدود جاء سيل اضطرهم إلى المكث يومين، وبعدها واصلوا المسير إلى بغداد، وتوقفت السيارة بهم في الكاظمية، فذهب الشيخ إلى زيارة الكاظمين عليهما السلام، وبعد فترة توجه إلى كربلاء وتشرف بزيارة سيد الشهداء، ثم توجه صوب النجف حيث الأمل، والشوق الشديد للحوزة العلمية فيها. 
وبعد الوصول، توجه فوراً إلى زيارة أمير المؤمنين عليه السلام، ثم نزل ضيفاً على صديقه المرحوم الشهيد آية الله الشيخ ميرزا علي الغروي التبريزي قدس الله نفسه الطاهرة، الذي كان قد سبقه بثلاث سنين في الهجرة إلى النجف، فنزل عليه ضيفاً في غرفته بمدرسة الخليلي، ثم تهيأت له غرفة في مدرسة القوام الواقعة خلف مسجد الطوسي، وكانت هجرته من قم إلى النجف في حدود سنة 1371هـ.ق.
* مرجعيته
لقد تصدّى الشيخ التبريزي للمرجعية بعد وفاة أستاذه الإمام الخوئي قدس سره، بعد طلب جمع من العلماء والفضلاء الذين رأوا فيه الجدارة والكفاءة العلمية والعملية لمنصب المرجعية، وأشاد بفضله الكثير من أساتذة الحوزة وفضلائها كما أعلنت جماعة المدرسين عن ترشيحها لسبعةٍ من العلماء للمرجعية، كان آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي دام ظله من ضمنهم.
وكذلك أصدرت جماعة روحاني مبارز طهران عن طرحها لثلاثةٍ من العلماء وكان الشيخ من ضمنهم، وأخذت مرجعيته ترتقي وتتسع شيئاً فشيئاً في إيران وخارجها، كالكويت والسعودية والقطيف وقطر والبحرين ولبنان وسوريا والعراق، وكذلك في البلدان الاوروبية واستراليا وأفريقيا.  

* مؤلفاته

أ ـ الفقه:
1 ـ رسالة توضيح المسائل
2 ـ المسائل المنتخبة العبادات والمعاملات
3 ـ صراط النجاة 6 مجلدات
4 ـ منهاج الصالحين 2 مجلدات:
الجزء الأول: العبادات
الجزء الثاني: المعاملات
5 ـ مناسك الحج
6 ـ استفتاءات في مسائل الحج
7 ـ أحكام النساء في الحج والعمرة
8 ـ التهذيب في مناسك الحج والعمرة 2 مجلدات
9 ـ كتاب القصاص
10 ـ أسس القضاء والشهادة
11 ـ أسس الحدود والتعزيرات
12 ـ طبقات الرجال، بحث وسيع في الرجال
13 ـ حاشية على العروة الوثقى
ب ـ الاُصول:
1 ـ إرشاد الطالب في شرح المكاسب، أربع مجلدات مطبوع.
2 ـ دروس في مسائل علم الاُصول:
الجزء الأول: مباحث الألفاظ
الجزء الثاني: مباحث الألفاظ
الجزء الثالث: الأمارات والاُصول العملية
الجزء الرابع: مباحث الاستصحاب
الجزء الخامس: التعادل والتراجيح ـ الاجتهاد والتقليد
ج ـ العقائد:
1 ـ اعتقاداتنا
2 ـ الأنوار الالهية في المسائل العقائدية
3 ـ فدك
4 ـ نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله
5 ـ رسالة مختصرة في النصوص الصحيحة على امامة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام
6 ـ رسالة مختصرة في لبس السواد
7 ـ ظلامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها
8 ـ عبقات ولائية
9 ـ تنزيه الأنبياء
10 ـ الشعائر الحسينية

* وفاته
بعد معاناة مع المرض انتقل آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي (قدس سره) الى جوار ربه يوم 29 شوال من عام 1427هـ الموافق 21/11/2006 عن عمر يناهز 82 سنة، وصلى عليه المرجع الديني الوحيد الخرساني في قم، وبفقده افتقد الدين علم من اعلامه وعم الحزن في كل البلاد الاسلامية وتعطلت الحوزات عن الدراسة وأقيمت له مجالس التعزية في كثير من المدن الاسلامية. فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.