أمين عام العتبة الحسينية المقدسة: الأمة ستستعيد مجدها وعزها وشرفها بفضل هذا الكتاب المقدس والعترة الطاهرة

ذكر الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الأستاذ حسن رشيد العبايجي في كلمة ألقاها في الندوة الإعلامية الدولية التي أقامها مركز الإعلام الدولي التابع لقسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة اليوم على قاعة سيد الأوصياء في الصحن الحسيني الشريف بعنوان ( أثر الإعلام في ترسيخ الوحدة الاسلامية) أن" حديث الثقلين للرسول الأكرم محمد (ص) من أبلغ الآثار التاريخية والدينية التي حافظت على وحدة المسلمين منذ أكثر من ١٤٠٠ عام".

 وأوضح قائلا" لعل أبرز تجلياته هو كتاب الله العلي القدير ( القرآن الكريم ) وهو الثقل الأكبر وحبل الله الممدود بين السماء والأرض والكفة الأخرى من هذا الحديث هو الثقل الأصغر أهل البيت ( ع ) وعترة الرسول الاكرم محمد (ص) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرها، وقد اتفق معظم المسلمين على صحة هذا الحديث المتواتر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

وأكد أن " القرآن الكريم يعتبر خير رسالة إعلامية لتوحيد كلمة ألأمة وترسيخ قوتها ومنعتها وصلابتها في مواجهة التحديات " منوها الى أن" القرآن الكريم يعتبر أكبر وأوسع انتشارا وهو أكبر وسيلة إعلامية جمعت شمل المسلمين على مختلف قومياتهم ومشاربهم منذ مطلع نزول الرسالة السماوية على نبينا محمد ( ص ) وحتى يومنا ".

وأوضح أن  أهل البيت ( ع ) قد حملوا هذا الثقل"  وحافظوا على مكنونه ومعجزاته فصناعة الوحدة الإسلامية المطلوبة لا تتحقق بالمال والقوة وإنما بالعقيدة والإيمان بالدستور القرآني الذي لا يمسه إلا المطهرون من أهل البيت ( ع ) " مشيرا الى أن "الأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر تخلفت عن الأمم وتنكبت عن ركب الحضارة، وتداعت عليها جبابرة وطغاة الأمم لبعدها عن وصية نبيها محمد ( ص ) وتركها هدي القرآن العظيم ومنهجه في الحياة وتجاهل ونكران ولاية أهل البيت (ع )".

وشدد العبايجي في كلمته على أن" آخر هذه الأمة لن يصلح الا بما صلح به أولها من خلال التمسك بكتاب الله وعترة الرسول محمد ( ص ) رسوله صلى الله عليه واله الطيبين الطاهرين".

 

وأشار الى أن" القرآن العظيم جعل من المسلمين أمة لها كيانها وشخصيتها المميزة بين سائر الأمم، بعد أن كانوا قبائل متفرقة لا ناظم لها، ولا قيمة بل ولا وجود، يحتقرها غيرها من الأمم .. فجاء الرسول الأكرم محمد ( ص ) ليخرجهم من الظلمات الى النور ويبني لهم مجدا بعد أن أكرمهم الله سبحانه وتعالى بنبيه الاكرم محمد ( ص).

وبيّن أن" هذا النقل الحضاري الذي اتسمت به الأمة المسلمة لما تمتلكه من كتاب ربها وذرية نبيها الطيبين الأطهار، هو الحافظ لها على الدوام، ولا سيما في عصر حضارة العولمة التي تغزو ديننا وقيمنا ومبادئنا بذريعة التحضر والمدنية التي جعلت من العالم قرية صغيرة تتحكم بقيمها ودينها وبأجيالها وهيمنت على عقول المسلمين بإعلامها المتحلل أخلاقيا واجتماعيا للسيطرة على مقدراتها وثرواتها وسرقتها وتحريف دينها وقيمها وأخلاق أبنائها لأنها ابتعدت عن كتابها ومنهجها فتخلفت وتراجعت".

 واستدرك قائلا أن " الأمل يحدونا في أن الأمة ستستعيد مجدها وعزها وشرفها بفضل هذا الكتاب المقدس والعترة الطاهرة وهذا هو الوعد المقطوع به والذي نؤمن به جميعا ومن هذه المنطلقات وإيمانا بقضيتنا الكبرى للنهضة الحسينية التي تعتبر القضية المركزية دينيا وروحيا وعقائديا لما تحمل من أثار إعلامية جمعت أنبل وأسمى المثل والقيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية على مر التاريخ منذ واقعة الطف وحتى يومنا هذا " مؤكدا أن" هذا الدور الإعلامي كان له حضور فاعل وكبير في منظومة النهضة الحسينية ونشر أهدافها حتى أصبحت الصرخة المدوية التي زلزلت عرش الطغاة "منوها الى انها" هي السبيل الوحيد لجمع شمل الامة الإسلامية وتوحيدها والوقوف بصلابة وقوة بوجه أعدائها لانها تحمل راية الحق التي حملها الامام الحسين ( ع ) نيابة عن الرسول الأكرم محمد ( ص ) في قوله الشهير حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا وتستكمل العقيلة زينب (عليها السلام) دور الإعلام الحسيني الأولى حيث وظفته بشكل فعال في نشر أحداث واقعة الطف وتوضيح الحقائق وفضح تضليل الإعلام الأموي المزيف حتى أقضت مضاجع الظالمين وهزت عروشهم في الكوفة والشام وأسقطت الشعارات الأموية التي شوهت رسالة السماء وأعادت مجد الرسالة وصححت سيرتها فأصبح الدين الإسلامي محمدي الوجود وحسيني البقاء بفضل دورها الإعلامي بعد حرفها وتشويه صورتها من قبل الأمويين وأذنابهم.

وأكد العبايجي أن" ثورة الطف لم تكن مجرد حدث تاريخي فحسب يمر عليه مرور الكرام بل هي مدرسة للرسالة كلها بما فيها البطولة وسائد عناوين الحياة، ولكن يجب علينا أن تؤكد على جوانب أخرى متعددة في ثورة الإمام الحسين ( ع ) من خلال وسائل الإعلام لكي تحقق أهداف الوحدة الإسلامية .

وعن الدور المنوط بالإعلام قال" نريد أن يكون دور الإعلام بالمستوى المطلوب الذي يفصح عن الحقيقة المثلى لثورة الإمام الحسين ( ع ) وأن يبتعد عن الجوانب السطحية التي يستدر منها عواطف الناس بعيدا عن أجواء الفكر الحسيني المشبع بالقيم والمثل العليا، لذا يقع على عاتق المنظومات والمنصات الإعلامية والإعلام الرقمي و كل القنوات الفضائية والإعلامية مهمة كبيرة جدا في احتضان النهضة الحسينية من خلال الارتقاء بالخطاب الحسيني الى مستوى الحدث والى مستوى الطموح الإنساني الذي لا يختلف بأي حال من الأحوال عن الخطاب السماوي ويحمل رسالة إنسانية كبيرة تهدف الى تحقيق أهداف الوحدة الإنسانية والإسلامية ويستطيع مواجهة الإعلام المضاد و يكون له دور كبير ومستوى حضوري عال في الساحة الاعلامية".

 وختم كلمته باستذكار فتوى الدفاع الكفائي فقال أن" الإعلام الحسيني اليوم يمتلك روح التحدي والثبات في إذكاء ثورة الحسين ( ع ) من خلال أدواته الإبداعية مهما كانت متواضعة ونحن نعيش ذكريات صدور فتوى الدفاع الكفاني التي انطلقت طلائعه من الصحن الحسين الشريف في مثل هذه الأيام في الثالث عشر من حزيران من عام ٢٠١٤ لتشهر سيف الحق الذي حمله المرجع الديني الأعلى آية الله العظمي السيد على الحسيني السيستاني دام ظله وأمد في عمره الشريف ليمحق به الباطل وأعوانه ويشق لنا طريق العزة والكرامة الذي أعاد إلى الأمة مجدها وشرفها وحفظ مقدساتها حتى تكللت هذه الفتوى المباركة الخالدة بتاج النصر المبين ودحر أئمة الكفر والظلال بفضل تلبية المؤمنين والمجاهدين الشرفاء من أبناء هذه الأمة الذين بذلوا الغالي والنفيس وأعطوا دماء وأرواحا عزيزة، ولقد كان الإعلام بكل عناوينه سلاحا فعالا في التعبئة الجهادية وتلبية هذه الفتوى وتوحدت جميع القوى الخيرة في العراق تحت مظلة الوحدة الوطنية حيث انبرى لها جميع أطياف الشعب العراقي ومن جميع مناطقه بعد أن كانت المخططات تريد تمزيق وحدة العراق أرضا وشعبا وإشعال حرب أهلية بين أبنائه ولكن حكمة المرجعية العليا حالت دون ذلك وباءت المخططات بالفشل الذريع فكانت هذه الفتوى مثلا رائعا للحفاظ على الوحدة الوطنية.