العتبة الحسينية المقدسة تحتفي بتخرج الدفعة الثانية من مشروع التحفيظ الوطني في العراق

 

اقام دار القرآن الكريم التابع للعتبة الحسينية المقدسة احتفالية تخرج الدفعة الثانية من مشروع التحفيظ الوطني في الصحن الحسيني المطهر بحضور سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وأمينها العام السيد حسن رشيد العبايجي ومحافظ كربلاء المقدسة، ومجموعة من الشخصيات العلمائية ورجال الدين.

المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة خلال كلمة له في حفل الافتتاح قائلا "هنالك صفات يجب أن يتمتع بها الحافظ والقارئ والتالي، والتي أرادها القرآن وارادتها الأحاديث الشريفة ومنها أن يتفاعل القلب واللسان، وأن يتدبر العقل ما يقرأ اللسان، وما يحفظ الحافظ والقارئ والتالي، فإذا اشترك اللسان والعقل والقلب في حفظ آيات القرآن الكريم وقراءتها كانت هذه القراءة وهذا الحفظ لكتاب الله تعالى يصل به إلى كنوز المعرفة والأفكار والمفاهيم والثقافة القرآنية، أما التلاوة التي لا تنفذ إلى القلب ولا يشارك بها العقل فهذه قراءة وحفظ الغافلين، فيجب الانتباه إلى ذلك".

واضاف"من الصفات الأخرى التي يجب أن يتمتع بها الحافظ والقارئ والتالي هي أن يكونوا تحت تأثير دائرة نفوذ القرآن، وأن يكون القرآن نافذا في ساحة الحياة وفي جميع المجالات، وفي حياة القارئ والحافظ والتالي (العملية والسلوكية)، وعاطفيا ونفسيا، وأن يكون نسخة متحركة للقرآن الكريم".

واشار الى" ان الصفة الثالثة والمهمة هو ان هذا الحفظ وهذه القراءة وهذا التجويد، هو مقدمة لأمور وغايات اسمى طلبها القرآن والأحاديث الشريفة، ومنها تحكيم القرآن في الحياة، وأن يحكم الحافظ والقارئ والتالي القرآن الكريم على نفسه فيتخذه مقياسا للحق والباطل ويجعله ميزان ومعيار لفهم الأشياء والأشخاص ولفهم معترك الحياة، ودستورا لإيجاد الحلول لمشاكل الحياة، فكلما التبس عليه أمر استوضح القرآن الكريم فيه، وكلما غشيه على نفسه استنصح القرآن الكريم في نفسه، وكلما رأى في نفسه ميلا ورغبة إلى غير ما يميل إليه القرآن الكريم اتهم نفسه وصدق القرآن الكريم، فإذا اعتمد القرآن معيارا وميزانا لهذه الأمور فكان حافظا وقارئا حقيقيا ومصداقا لما أراده القرآن الكريم".

وتابع الكربلائي" ان الصفة الرابعة هي أن يكون قارئ القرآن الكريم والتالي والحافظ حاملا لهموم الأمة ولهموم المجتمع، وأن يسعى إلى تحمل أعباء هذه الرسالة ورسالة القرآن الكريم مهما لاقى من مصاعب وتحديات، فإذا حمل هموم الأمة وسعى إلى حل مشاكلها ولم يقتصر على العناية بنفسه فقط حينها يكون حافظا حقيقيا وقارئا حقيقيا, ونرجو من الإخوة في دار القرآن الكريم والمؤسسات التي تهتم بالقرآن الكريم العمل على تحقيق هذه المواصفات، وصنع شخصية القارئ والحافظ والتالي الحقيقة التي رسمها القرآن الكريم".

مسؤول مركز الإعلام القرآني كرار الشمري, في تصريح لمركز الاعلام الدولي, قائلا "ضمن مشروع التحفيظ الوطني دار القرآن الكريم تحتفي اليوم بتخرج الدفعة الثانية من الحفاظ المشاركين في حفظ القرآن الكريم الذين بلغ عددهم لهذا العام 1059 حافظا وحافظة لمختلف الفئات العمرية، وبلغ عدد الذكور 60 حافظا والإناث 999 حافظة ولمختلف الفئات العمرية، فضلا عن مشاركة 157 معلما ومعلمة وبكادر إداري بلغ أكثر من 200 شخص من الذين كان لهم الدور الكبير في إبراز هذه الطاقات".

واضاف "أن حفل الختام الذي كان بعرافة الإعلامي مرتضى السعيدي تضمّن تلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيد عبد الله زهير الحسيني، تلتها كلمة لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) أكّد خلالها أن يكون حافظ وقارئ القرآن الكريم حاملا لهموم الأمة و المجتمع ويسعى في تحمل أعباء هذه الرسالة مهما لاقى من مصاعب ومشاكل ، إذا حمل هموم الأمة سعى في حل مشاكلها وسعى لرفع هذه الأمور عن الأمة ولم يقتصر على العناية بنفسه فقط حينئذ يكون حافظا وقارئا حقيقيا للقرآن الكريم.

من جانبه تحدث الشيخ عبد الجبار الفهداوي من مجلس علماء الرباط المحمدي محافظة بغداد قائلا" حضرنا لهذا الحفل البهيج والذي يثلج القلب ويُفتخر به لما نرى الشباب والفتيات يحفظون القران كاملا وهم في مقتبل العمر, وخاصة في هذه الايام التي يبتعد فيها الناس عن القران الكريم وبهذا تلتفت العتبة الحسنية للاهتمام بالقران وحفظة وتدبر معانيه, وهذا شيء كبير ويرسل رسالة كبيرة الى مجتمعاتنا للتأصل بالثقافة المحمدية والاسلامية, وهذا التوجه الوطني نتمنى ان يغزوا كل العراق والبلاد الاسلامية من حفظ القران الكريم وتدبر معانيه ".

فيما قال الحافظ دانيال كريم من محافظة البصرة" ابتدأت بحفظ القران الكريم من سن العاشرة من عمري واكملت الحفظ كاملا في سن الثالث عشر, واقدم شكري وتقديري الى  دار القران الكريم في العتبة الحسنية المقدسة لتكفلهم وتحفيظهم لثلة من حافظي وحافظات القران الكريم والذين تخرجوا على دفعتين متتالتين ,سألين الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لخدمة القران الكريم ".

تقرير: عماد بعو

تصوير: محمد القرعاوي