العتبة الحسينية تختتم مهرجان تراتيل سجادية بنسخته التاسعة في الصحن الحسيني الشريف

اختُتِم مهرجان تراتيل سجادية بنسخته التاسعة في الصحن الحسيني الشريف بحضور الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة ورجال دين وباحثين وعدد من فضلاء الحوزة العلمية وباحثين من دول عربية واسلامية .

وقال الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن رشيد العبايجي خلال كلمة القاها في ختام المهرجان إن "الإمام السجاد (عليه السلام) حمل رسالة عبادية كبيرة وعظيمة وحقوق انسانية راقية، لذلك لا بد من الوقوف في عدد من محطات حياته الفكرية، والعقائدية، والاجتماعية، والانسانية، وموقعه في الاستمرار بتصحيح الواقع الفاسد، والفكر الارهابي الذي تبنته الدولة الاموية".

واضاف" ان المحطة الاولى في حياة الامام زين العابدين (عليه السلام) كانت تخص الوضع السياسي والاجتماعي الذي كان صعبا نظرا لما سببته قضية الخذلان والهزيمة النفسية التي مني بها اهل الكوفة امام نداءات الاستغاثة لنصرة الدين التي اطلقها الامام الحسين (عليه السلام)، وهو ما دفع الامام السجاد الى اتباع اسلوب جديد يواكب المرحلة الاجتماعية والسياسية للامة، فبرز دوره الريادي في اعادة التأهيل وبناء النفوس التي لوثتها جريمة الطف من قبل بني امية (عليهم اللعنة)، فكان سلاحه الجديد هو الدعاء من خلال السفر الخالد (الصحيفة السجادية".

وبين ان " المحطة الاخرى من حياته تتعلق بالقيادة وبعدها العقائدي والفكري، فلم يفصل بين العبادة والسياسة في الاسلام، وكانت الجماهير في ذلك العهد تكن له كل الاجلال والاكبار والحب العميق، والادل من ذلك انفراج الناس امام موكبه في بيت الله الحرام، فكانت تفترق امامه الناس فرقا كالطود العظيم من غير اتفاق سابق او امر صادر لها، في الوقت الذي كان فيه احد طغاة بني امية لا يستطيع ان يضع قدما منتظرا ان يخف الزحام، وكان (سلام الله عليه) مهيبا يتوشح باللين والتواضع".

واوضح العبايجي ان" من محطات حياته شهدت مرحلة بناء المجتمع بناءً عقائديا واخلاقيا وبعناية بالغة، سيما في الفترة التي اعقبت فاجعة الطف الاليمة بسبب سياسات الحكم الاموي التضليلية التي كانت تحمل معول الهدم للقيم الاخلاقية والعقائدية، فانبرى (عليه السلام) الى اصلاح المجتمع وتثبيت العقائد وتهذيب الاخلاق بالقول والفعل، وكان المسلمون يرون في سيرته امتداد لجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتجسيدا حيا لقيم الاسلام حتى ملك حب القلوب وانشدت اليه النفوس، وبالرغم من قيود المرض ورهن الاسر والاقامة الجبرية، تمكن لان ينشر اهداف النهضة الكبرى لسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، لاصلاح المجتمع وتحريره من قبضة الانحلال والانحطاط الاموي".

وأختتم قائلا "أتمنى لهذا المهرجان الكبير النجاح وللحضور التوفيق في أصلاح الشؤون الانسانية والاسلامية وشعوب العالم، فلم تكن رسالة الامام السجاد (عليه السلام) العبادية والحقوقية حكرا على طائفة أو قومية دون أخرى، فهي رسالة إنسانية واجتماعية جامعة لكل الفضائل، فهي مستمدة من رسالة السماء".

يذكر أن مهرجان تراتيل سجادية الدولي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة كل عام تزامنا مع احياء ذكرى استشهاد الامام زين العابدين (عليه السلام)

ابراهيم العويني