انحسار مياه نهر دجلة في الموصل يكشف عن عاصمة إمبراطورية بابليّة

بعد انحسار المياه في نهر دجلة كُشفت تفاصيل جديدة حول مدينة (زاخيكو) القديمة الواقعة على ضفاف النهر والتي ازدهرت في عهد إمبراطورية (ميتاني).

تأسست زاخيكو في  حوالي  1800 قبل الميلاد من قبل الإمبراطورية البابلية القديمة، التي حكمت بلاد ما بين النهرين بين القرنين الـ19 والـ15 قبل الميلاد، ولأنه لم يتوفر فيها سوى المياه والتربة فقط، استفادت المدينة من حركة مرور القوافل والطريق التجاري المزدهر في الشرق الأدنى، والذي يقصد به حاليا منطقة الشرق الأوسط وتركيا ومصر.

وتطورت المحطة التجارية ونمت لتصبح مدينة استراتيجية مهمة في المنطقة لنحو 600 عام قبل أن يضربها زلزال قوي ثم تندثر لاحقاً.

واختفى موقع زاخيكو تماماً في الثمانينيات، عندما غمرته المياه كجزء من مشروع سد الموصل، وهو أكبر وأهم خزان للمياه في العراق يستخدم للري في اتجاه مجرى النهر.

ومع انخفاض منسوب المياه، ظهرت زاخيكو في وقت سابق من هذا العام في المنطقة الكردية في العراق، وبدأ فريق من علماء الآثار المحليين والألمان في التنقيب في الموقع، وكشفوا عن تفاصيل جديدة حول المدينة بعد حفريات أولية قصيرة كشفت عن أطلال قصر أثري.

وقال عالم الآثار بيتر فالزنر من جامعة توبنغن الألمانية، وهو  يعمل في الموقع "مع أعمال التنقيب الأخيرة، أصبح السكان المحليون على دراية بزاخيكو.. يزورون الموقع… وتم بثه على التلفزيون المحلي… ويتعمق الناس أكثر في معرفة تاريخهم وهم فخورون به".

اضاف بيتر أن" أحد معالم زاخيكو الرئيسية هو المخزن الذي يضم غرفاً يصل عرضها إلى 6 أمتار (20 قدما) وطول 8 أمتار (26 قدما) وتضم أكواماً من القمح والشعير، بالإضافة إلى المعادن والأخشاب المستوردة".

وكان المزارعون ينقلون محاصيلهم وحصاد موسمهم إلى المخزن ويراقب عمال الدولة ذلك، وفقا لفالزنر.

ويشير الحجم الهائل للغرف المخصصة لمحاصيل الحصاد الزراعي العامة إلى أن المدينة كانت نشطة ومكتظة بالسكان.

ولطالما عُرفت بلاد ما بين النهرين بأنها أقدم منطقة تم فيها زرع القمح لأول مرة منذ حوالي 10 آلاف عام، وكان الخبز هو الغذاء الأساسي لسكان زاخيكو، وغالباً ما كان يتم تناوله مع حساء الخضار واليخنة، وفقا لفالزنر.

كما ربّى السكان القدماء الأغنام والماعز والأبقار والخنازير، مما وفّر مصدراً للحليب وكذلك اللحوم، التي تعد وتحفظ للمناسبات الخاصة.

عباس نجم