عادات وتقاليد رمضانية توارثتها الأجيال خلال أيام الشهر الفضيل

تقرير: ابراهيم العويني

الصورة: محمد الخفاجي

مع قدوم شهر رمضان الكريم تستعد العوائل العراقية كعادتها في استقبال الشهر الفضيل بالفرح والسرور، حيث تتسابق العوائل لإحياء بعض العادات والتقاليد الرمضانية، التي توارثتها الأجيال خلال أيام الشهر الفضيل، إذ تتشابه بعضها مع ما موجود في الدول العربية والإسلامية وتختلف في بعضها الآخر.

ورغم التطور الحاصل في مجال التكنلوجيا ووسائل الاتصال الا انه مازالت الكثير من التقاليد والعادات متجذرة ومحط اهتمام لدى العوائل، اذ تُعتبر زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء من أبرز العادات والتقاليد المتوارثة خلال شهر رمضان المبارك لدى العراقيين".

يقول الشيخ حميد خضير، من اهالي كربلاء" ان هذا الشهر له ميزة خاصة لدى الشعب العراقي اذ تعتبر "صلة رحم" مهمة جدا وهي تعد من طقوس شهر رمضان، ويقضي بعض الناس ساعات ما بعد الإفطار في منازل بعضهم بعضاً، وتصل أحيانا إلى أوقات السحور وتتخللها جلسات نقاشية في شتى المجالات، وأبرز الأحداث التي يمر بها البلد".

ويضيف" ان من بين العادات الرمضانية تبادل الأكلات بين الأهل والجيران، حيث تقوم كل عائلة بإرسال طبق معين من الأكلات إلى جيرانها، والشيء المميز في العراق أن غالبية الناس يلتزمون بشعائر شهر رمضان من صيام وصلاة وقراءة للقرآن، أما المساجد فتمتلئ بالمصلين من مختلف الفئات العمرية".

ويقول المؤرخ الاستاذ سعيد رشيد زميزم" من العادات الرمضانية في العراق، هو ظهور "المسحّرجي"، وهو شخصية فلكلورية مشهورة يطلق عليها في بعض الدول "المسحراتي"، كما يسمى في بعض مناطق العراق، «أبو دمّام» والذي يحمل طبلاً ويجول في أرجاء الحي لإيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور.."

ويشير زميزم في حديثه الى" ان الاهالي قديما كانوا يعتمدون بشكل تام على "المسحّرجي" في إيقاظهم ويعتبرونه من أساسيات شهر الصيام، لكن مع التطور التكنولوجي وظهور الساعات الحديثة، ضعفَ دور هذه الشخصية، وكاد ان يختفي إلا انه مازال البعض متمسكا بها ويعتبرها عادة تخص هذا الشهر المبارك".

ويبيّن انه" بفعل التطور الحاصل في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هناك تغييرات جذرية حصلت لدى اغلب المجتمعات العربية والاسلامية ومنها المجتمع العراقي، فقد اختفت بعض العادات التي  منها "القصَّخوُن" وهو الحكواتي، الذي يجلس في المقهى لسرد القصص، فقد حلّ التلفزيون مكانه وهذه الان لا يتذكرها الا كبار السن".

ويوضح المؤرخ زميزم" ان هذا الشهر الفضيل يعتبر شهر رحمة لدى المسلمين جميعا، حيث نجد المؤسسات الخيرية والدينية وكذلك العوائل بمختلف الطبقات تضاعف جهدها في هذا الشهر،  وتمد يد العون والمساعدة للفقراء والتكافل والتراحم فيما بينهم".