لماذا نحذر من مخاطر التقنيات الرقمية على أطفالنا ؟

يعتبر التواجد على شبكة الانترنت للبالغين شيء أساسي في عصرنا هذا ومهم ضمن الروتين اليومي، أما الأطفال يعيشون حياة أكثر رفاهية باستخدامهم النشاط الرقمي، بالرغم من وجود جوانب ايجابية كثيرة في عالم التقنيات إلا أنه يعتبر خطر كبير على الأطفال، وان استخدام الوالدين للانترنيت بطريقة مبالغ بها يعتبر حافز للأطفال لاستخدام هكذا تقنيات والتعلق بها، لان الأطفال عادةً يقلدون ما يُصنع ولا يدركون معاني الأفعال، فالأطفال كلما كان استخدامهم للأجهزة الرقمية مبكراً ستزداد خطورة عواقبها في تطور الوظائف العقلية، منها التأخر في النطق وتشتت الانتباه وضعف الذاكرة.

مخاطر التقنيات الرقمية

1- مخاطر المحتوى: حيث تركز هذه الفئة على تعرض الطفل لمحتوى غير مرحب به أو غير لائق، ويشمل ذلك الصور الجنسية والإباحية والعنيفة، وبعض أشكال الدعاية، والمواد العنصرية والتمييزية، وخطاب الكراهية، ومواقع الإنترنت التي تروج لسلوكيات غير صحيحة أو خطيرة مثل إيذاء النفس والانتحار.

2- مخاطر الاتصال: وتشمل هذه الفئة جميع الحالات التي يتواصل فيها الأطفال مع آخرين في اتصالات محفوفة بالمخاطر، ومنها اتصال الطفل مع شخص بالغ يسعى لتواصل غير لائق معه أو لإغوائه لأغراض جنسية، أو مع أفراد يحاولون دفعه إلى التطرف، أو إقناعه بالمشاركة في سلوكيات غير صحيحة أو خطرة.

3- مخاطر السلوك: تتضمن هذه الفئة تصرفات الطفل بطريقة تُسهم في إنتاج محتوى مثل: قيام الأطفال بكتابة أو إنشاء مواد تحضّ على كراهية أطفال آخرين، أو التحريض على العنصرية، أو نشر صور ومواد جنسية، بما في ذلك الصور والمواد التي أنتجوها بأنفسهم.

كيف تحمي اطفالك من مخاطر الانترنت؟

1- تزويد جميع الأطفال بإمكانية الوصول، بأسعار مقبولة، إلى موارد عالية الجودة على الإنترنت، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال العمل على خفض تكلفة الوصول للإنترنت، والاستثمار في نقاط الوصول العمومي، وتشجيع إنشاء محتوى ذي صلة للأطفال بلغتهم الأم، بالإضافة إلى كسر الحواجز الثقافية والاجتماعية أمام الوصول المتكافئ للإنترنت، وتزويد الأطفال المتنقلين بإمكانية الوصول إلى الأجهزة الرقمية والإنترنت، لمساعدتهم في البقاء على اتصال مع الأسر والأصدقاء.

2- حماية الأطفال من الأذى على الإنترنت: وهو الأمر الذي قد يتطلب المزيد من دعم جهود إنفاذ القانون لحماية الطفل، واعتماد وتنفيذ الإطار الاستراتيجي لتحالف "نحن نحمي We Protect " العالمي، وإعادة تصميم نظم الحماية بشكل يعكس ويتلاءم مع القدرات المتطورة للأطفال، بالإضافة إلى تمكين الأفراد الذين يُمكنهم أن يقدموا الدعم للأطفال، وذلك عبر وضع استراتيجيات للوالدين وغيرهم من مقدمي الرعاية، لتطوير المهارات التي يحتاجونها للتدخل إيجابيًّا، وليس مجرد تقييد استخدام الأطفال لتقنيات المعلومات والاتصالات.

3- حماية خصوصية وهويات الأطفال على الإنترنت، ولتحقيق هذا، يجب وضع كافة الضمانات اللازمة لحماية خصوصية الأطفال ومعلوماتهم الشخصية، وضبط إعدادات الخصوصية الخاصة بالأطفال عند الحد الأقصى تلقائيًّا، بالإضافة إلى ضرورة العمل على عدم استغلال البيانات الشخصية للأطفال لتحقيق مكاسب تجارية، واحترام التشفير للبيانات المتعلقة بالأطفال.

4- محو الأمية الرقمية لإبقاء الأطفال مطلعين ومشاركين وآمنين على الإنترنت، ويحتاج هذا الأمر إلى تشجيع عملية محو الأمية الرقمية في المدارس، وتزويد الأطفال بفرص تعلم مهارات تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم غير الرسمي، ودعم تنمية المهارات الرقمية ومحو الأمية الرقمية لدى المعلمين، والتوسع في إنشاء المكتبات الرقمية، بالإضافة إلى نشر القيم والمهارات التي تعمل في اتجاه تشكيل ثقافة رقمية بين الأطفال، تكون قادرة على تمكينهم من الحفاظ على سلامتهم على الإنترنت، واحترام حقوق المستخدمين الآخرين.

مواقع وتطبيقات آمنة للأطفال

أطلقت شركة “غوغل” عام 2016 محرك بحث باسم Kiddle موجه حصريًا للأطفال، يتضمن فلاتر وخدمات بحث آمن لحماية الأطفال من ظهور محتويات غير لائقة أو مواقع مزعجة.

وأطلقت شركة “يوتيوب” عام 2017 تطبيقYou tube Kids الموجه للأطفال وذويهم، ويتيح التطبيق لمستخدميه تحديد مجموعة معينة من المقاطع التي يمكن للأطفال مشاهدتها، وفق المنظومة التربوية و القيمية التي يريد الأهل غرسها في الأطفال، كما يمكن للأهل حذف مقاطع بعينها بحيث لا تظهر للأطفال، أو حتى منع الأطفال من تصفح قنوات كاملة بعينها، وذلك لضمان سيطرة الأهل الكاملة على ما يشاهده أطفالهم.

أطلق موقع “فيس بوك”، عام 2017 نسخة جديدة من تطبيق “ماسنجر” مُخصصة للأطفال تحت سن 13 عامًا باسم Messenger Kids. يُمكن للآباء إدارة التطبيق بعد تحميله على أجهزة الأطفال من خلال حساباتهم على “فيس بوك”، كما أضاف الموقع هذا العام خاصية جديدة لهذا التطبيق بعنوان Sleep Mode تسمح للآباء بضبط مواعيد إغلاق التطبيق.

ويقع على عاتق الأهل الدور الأساسي في تجنب الأطفال لهكذا أمور من خلال مراقبة الأجهزة المعطاة للأطفال  وتحذير الأطفال من إرسال أي بيانات شخصية عبر الانترنيت واجعل طفلك يستخدم الأجهزة أمام عينك وتفحص المواقع التي يدخل عليها والأفضل ربط جهاز الطفل مع أجهزة الوالدين من خلال تطبيق Family link للإدارة الأبوية فبهذه الخطوات والأخيرة أهمها تصبح العائلة مطمئنة من ناحية الأطفال. 

إعداد: امير الموسوي