الطلاق... نهاية اسرة وضياع طفل

اعداد: محمود المسعودي

لم يمض عادل في رعاية ابويه الا بضع سنين بسبب انفصالهم عن بعض, فعاش في كنف والده  بعيدا عن حنان والدته , فصار عادل ضحية لاختيار خاطئ أنجب فما بعد طفلا بين مطرقتين الاولى زوجة الاب والثانية زوج الام، فلم يع ان مصيره سيكون التشرد والوقوع في مطبات الحياة المختلفة.

فالطلاق من المشاكل الخطيرة في المجتمع لما تخلفه من اثار سلبية على الأفراد المجتمع وخاصة على الأطفال ناهيك عن النظرة السلبية التي ستطال الزوجة، أو ما قد تلجأ اليه أو تعيشه من حياة متخبطة في ما لو بقيت بعد الطلاق بلا زواج, الى جانب الاثار السلبية التي يخلفها على الاطفال نتيجة فقدانهم الى حنان ورعاية ومتابعة الابوين مما قد يجر الى فقدان عنصر التربية السليمة وهم في مواجهة مصاعب الحياة منفردين بلا دليل أو مرشد مخلص كالأبوين.

سنسعى في تقريرنا هذا استعراض اهم الاثار السلبية التي يخلفها الطلاق على الاطفال والمراهقين بشكل خاص، في محاولة لتعريف الآباء بما يقترفونه من تقصير في حق أبنائهم، عله يتولد لديهم رادع انساني على أقل تقدير يدعوهم الى الصبر على مشاق الحياة ويلجئهم الى حل المشكلات التي تعترض حياتهم، والتضحية من أجل أبنائهم وعدم اللجوء الى الطلاق، خاصة مع ما يتناهى الى الأسماع عن أرقام مرعبة في هذه المسألة الحساسة والمهمة في بناء الأوطان والمجتمعات.

مشاكل صحية

من الاضرار الجسيمة التي يتعرض لها الاطفال هي مشاكل نفسية وصحية تدق ناقوس الخطر في الاسرة لهذا حذر الخبراء من " أنَّ المراهقين الذين يشاهدون آباءهم يمرون بمرحلة الطلاق يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية منها الصداع، واضطرابات النوم، والتوتر، والدوخة وفقدان الشهية. كما أنَّ سكن المراهق مع أحد الوالدين بعد الانفصال يمكن أن يكون أسوأ بالنسبة إليه, ووجد باحثون في جامعة ستوكهولم أنَّ الطلاق يؤدي إلى زيادة خطر إصابة الطفل بمشاكل نفسية بحسب دراسة نشرت تفاصيلها مجلة Epidemiology and Community Health

الجنوح الى الجريمة

ومن المشاكل  التي يسببها  الطلاق هي الانحراف والانجرار نحو الجرائم. بحسب ما اكدته دراسات تناولت موضوع الطلاق وبينت فيها" ان الطلاق قد يكون سببا في انحراف وجنوح الاحداث، ففي دراسة اجريت في بغداد من قبل مكتب الخدمة الاجتماعية في محكمة الاحداث تبين ان 82% من اسباب الجنوح ترجع الى سوء المحيط وتصدع الأسرة وفقدان الرعاية الابوية" .

تفشي حالة الجهل

ومن ضمن الالاسباب التي تؤدي الى انتشار حالة الطلاق في المجتمع في انخفاض مستوى التعليم مقارنة بالأطفال الاخرين، ففي دراسة بريطانية تناولها مركز الدراسات السياسية للأسرة اتضح " ان الاطفال الذين ينتمون الى اباء مطلقين يكونون بحاجة الى مساعدة نفسية وأنهم اكثر عرضة للإصابة بالإمراض النفسية – الجسمية فضلا عن ضعف أدائهم الدراسي" .

كيف يمكن تقليل الاثار المترتبة عن الطلاق؟

إن من اخطر القرارات التي يتخذها المتزوجون قرار الطلاق، لما له من تأثير مباشر على نفسية الابناء بالدرجة الأساس؛ لهذا يجب على الرجل او المرأة التفكير ملياً بهذا الشأن، إلا في حال ما إذا كان الطلاق أقل ضررا على العائلة من الحياة المشتركة بظل وجود التوتر والقلق والمشاغبات والتنازع الذي يكون بينهم, بمعنى ان القرار جاء من اجل مصلحة العائلة وأنهم سيكونون افضل من الآن فهذا من شأنه ان يخفف من وطأة الصدمة لديهم، مع التأكيد ان التواصل فيما بين الأبوين وكذلك تواصلهم مع الأبناء سيكون على افضل ما يكون ولن يكون هناك تقصير من قبل الأب او زوجته عن أي شي تجاههم، وبهذا الأسلوب أو نحوه يمكن للأبوين تخفيف أثر الطلاق على الأبناء فلا تتعقد نفوسهم، ولا تسودّ الدنيا في أعينهم.

وبحسب توصيات علماء الاجتماع على الابوين ان يحرص على توفير حياة أسرية مستقرة لأطفالهما حتى لو تم الاطلاق كإقامة لقاءات منتظمة تجمع الطفل بوالديه وتواصل الدائم بينهم والمساعدة في حل المشاكل التي تواجههم حتى يشعروا بالرعاية الابوية وهذا يساهم في تخفيف الضغط النفسي الذي يتركه الطلاق على نمو الطفل واتزانه النفس.