مدير مؤسسة فايثس فورم (منتدى الاديان) في بريطانيا: نعمل لتقارب الاديان وايضاح الصورة التي شوّهَها التطرّف

تواجه الجاليات الإسلامية في البلدان الغربية تحديات كثيرة تتعلق بعضها بالتشريعات والقوانين التي قد تتنافى مع التعاليم والأخلاق الإسلامية، ويتعلق البعض الآخر منها بالنظرة للإسلام والمسلمين، وعدم تقبل عقيدتهم وفهمهم لدى البعض، هذه التحديات تتطلب ان يقابلها المزيد من المساعي والجهود التي تضمن الحفاظ على الهوية الإسلامية وكيان الإنسان المسلم وصون حقوقه أسوة بالآخرين.

مؤسسة فايثس فورم (منتدى الاديان) تعد واحدة من المؤسسات التي اضطلعت بهذه المهمة، لذا حاورنا رئيسها (مصطفى فيلد) للتعرف على تفاصيل العمل والاهداف والمحاور الاساسية لعملها.   

-بدءا نود التعريف بمؤسسة فايثس فورم ومتى تأسست والى ماذا تهدف؟

ــ تم تأسيس مؤسسة فايثس فورم في  لندن عام 2012, ونعمل من خلالها على تكوين تجمع للأديان للجاليات الموجودة في لندن والمطالبة بحقوق هذه الاديان بالتعاون مع الحكومة البريطانية وذلك من خلال الندوات والمؤتمرات التي يتم اقامتها، كالندوات التي تهتم بشريحة الشباب في بريطانيا وكيفية محاربة الفكر التكفيري من خلال تكاتف الاديان، والوقوف جنبا الى جنب من دون التفريق العرقي والطائفي، ويتم تمويل المؤسسة من قبل عدّة جهات مختلفة منها حكومية ومنها خيرية تعمل على التبرع من اجل استمرار عمل المؤسسة في مشاريعها.

-مساعي المؤسسة في مجال التقارب بين الأديان ما ثمارها, وماذا عن تعاونكم مع المؤسسات التابعة للعتبة الحسينية المقدسة بهذا الخصوص؟

-لدينا عدة برامج نعمل عليها من اجل تقارب الاديان وتقريب الافكار وايضاح الصورة التي عملت بعض الاجندات على تشويهها، حيث ان الكثير ممّن هم في دول الغرب يعتقدون ان العراق بكل اطيافه يشكل عداء حقيقي لبقية الدول وبقية المذاهب ونحن بدورنا نعمل على ايضاح الصورة الحقيقية لتكاتف ووحدة العراقيين بكل اطيافهم، والدور البارز الذي حققه العراق للتصدي لأعداء الإنسانية.

وفيما يخص العمل مع العتبة الحسينية المقدسة لدينا تعاون مشترك منذ عدة سنين حيث نعمل على جلب الوفود والشخصيات الاكاديمية والإعلامية من الاجانب، ليتم التعرف على مدينة كربلاء والإمام الحسين (عليه السلام) كذلك نعمل على زيارة المشاريع الانسانية والخدمية التي تقدمها العتبات المقدسة في كربلاء، لنبين للوفود الزائرة ان العتبات ليس فقط اماكن لإقامة العبادات والطقوس الدينية وانما هي مشروع انساني وخدمي لكل العالم من خلال استقبالها للزائرين من الطوائف والقوميات المختلفة واستضافتهم.

-اقامتكم للطقوس والشعائر الدينية وانشاء المدارس الدينية هل لاقى قبول ام رفض من قبل المجتمع البريطاني؟

-يوجد في بريطانيا بعض الجهات المعارضة لإقامة الطقوس الدينية والشعائر الحسينية ولكنها لا تؤثر على استمرارية احياء هذه الشعائر، ومن اكثر الفئات المعارضة هم الملحدين حيث انهم يدعون ان هذه المؤسسات الدينية عندما تأخذ المساعدات من الحكومة فأنها تؤثر على ميزانية الخدمات المقدمة للشعب, كذلك هم يشعرون ان المدارس الدينية تجعل من الشباب منعزلا ومنغلقا على نفسه, وبالرغم من هذه المعارضات نجد ان المدارس الدينية تحصل على الدعم والمتابعة من قبل الحكومة، اضافة الى انها تعمل على خلق اجواء التواصل والتراحم بين المجتمع وتقديم المساعدة بين الناس.

-صوت الجاليات الإسلامية في بريطانيا هل هو مسموع ام انه مازال بحاجة الى المزيد من الجهد الذي يمكّنه من ضمان حقوق ابناء الجاليات؟

-يفتقر صوت الجالية المسلمة الوصول الى منصب معين في الحكومة ليقوم بتقديم الدعم المباشر والرد على كافة المعترضين الذين يحاولون تشويه صورة الإسلام, لذلك نحن نعمل جاهدين على زج بعض الشخصيات من المثقفين لتولي مواقع سياسية في بريطانيا، لنتمكن من اجتياز كافة المعوقات والعمل على نشر الافكار الدينية وبصورة رسمية ومدعومة من الحكومة, ولا نرغب في ان نكون اكثر تميزا واكثر دعماً من بقية الطوائف والمذاهب والاديان الا اننا نرغب بان يكون هناك دعم متساوي للجميع وبدون تمييز.

-هل ما تزال النظرة للإسلام والمسلمين مغلوطة وبرأيك كيف يمكن تصحيح هذه النظرة؟

-هنالك حقيقة يجب ان يعرفها الجميع وهي ان الإعلام العراقي في دول الغرب لم يكن له الدور البارز في التركيز على قضية الهجمات الفكرية ولم يستطع التصدي لها بالشكل المطلوب، على العكس من الإعلام المعادي الذي كرّس جهوده واستخدم كافة اساليبه من اجل تحقيق اهدافه والعمل على تشويه صورة الإسلام في دول الغرب, لذا يجب ان يكون هنالك انفتاح إعلامي ويجب العمل على اقامة ندوات ومؤتمرات يتم من خلالها دعوة شخصيات إعلامية ودينية مؤثرة ليتم التعريف عن طريقهم بالدين الإسلامي ونشر فكر وثقافة اهل البيت (عليهم السلام), كذلك تعريف العالم بأعداء الإسلام وافكارهم المنحرفة التي تهدف الى زرع الفتن والطائفية..

-منحتكَ ملكة بريطانيا وسام التميّز البريطاني، حدّثنا عن ذلك وماذا يعني لك؟

-حدثت في عام 2017 اربعة اعتداءات ارهابية في بريطانيا وكان دوري في تلك المدة هو اقامة التجمعات لتقارب الاديان والمذاهب وللاستنكار باسم الإسلام ضد هذه الاعمال الارهابية، التي كانت تنسب الى المسلمين من قبل بعض الوسائل الإعلامية المغرضة والمعادية، وقد بيّنا للعالم من خلال هذه التجمعات والوسائل الإعلامية بان الإسلام بريء من هذه الاعمال الارهابية وان المسلمين يدينون اي اعتداء على الإنسان مهما كانت قوميته وطائفته, وقد عمل اعضاء منظمتنا على دراسة وإحصائية حول عدد علماء الدين الذين ادانوا واستنكروا الاعمال الارهابية حيث بلغ عددهم ما يقارب 100 ألف رجل دين في كافة دول العالم, كذلك تم تقييم مدى التقارب والمحبة بين الأديان، وقد عملت الحكومة البريطانية على اثر هذه الجهود على تقييم مؤسستنا وتقديم وسام التميز البريطاني (obe), ويمثل هذا الوسام فخر للعراقيين وأتباع اهل البيت، وهو حافز لنا ان نعمل ونجتهد لتقديم كل ما يخدم البشرية.

حوار: سلام الطائي - تحرير: فضل الشريفي

.............................

(مصطفى فيلد) هو مصطفى كمال البصري نجل البروفيسور العراقي المعروف كمال البصري، ولد في مدينة البصرة في العراق وانتقل للعيش في بريطانيا ومازال يقيم في المملكة المتحدة، نال وسام التميز البريطاني (obe) لجهوده المتميزة في مجال التقريب بين الاديان ونبذ التطرف والارهاب.