برج الساعة.. معلَم تأريخي يزيّن باب قبلة الامام الحسين

يُعد برج الساعة الذي يزيّن باب قبلة الامام الحسين عليه السلام من المعالم التاريخية للعتبة الحسينية، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من مئة عام، حيث تم انشاء اول ساعة في باب قبلة الامام الحسين عليه السلام بعد عام 1309هـ، عندما زار ناصر الدين شاه القاجاري المرقد، فأمر بشراء ساعة بمواصفات عالمية ألمانية المنشأ، وفي عام 1382هـ قام سادن الروضة الحسينية المقدّسة بشراء ساعة كهربائية دقَّاقة من ألمانيا بدلاً من تلك القديمة.

ومن ثم قام سادن الروضة الحسينية السيد عبد الصالح آل طعمة في عام 1383هـ بإكساء قبّة الساعة بألواح من الذهب و وضع فوق هذه القبّة رمَّانة يعلوها شعاع مصنوع من الذهب أيضاً، وفي داخلها دقّاقة كبيرة وُضعت لأجل إيصال صوت الساعة الى أبعد مدى.

تعرضت الساعة الى أعطال بمرور الزمن وتم استبدالها بساعة جديدة من نفس المنشأ وبقيت الى عام 1991م حتى تعرضت الى القصف الذي اجتاح مدينة كربلاء، وقد اهتمت الادارة الجديدة بعد عام 2003 بصيانتها عدّة مرات بعد توسعة الصحن الحسيني.

وللحفاظ على هذا المعلم التاريخي قامت الكوادر الفنية والهندسية التابعة للعتبة الحسينية في السنوات الاخيرة بإعادة تأهيل الساعة كجزء من مشروع توسعة الحائر التابع للعتبة الحسينية، وقد حرصت على ان تكون مشابهة للساعة القديمة في المواصفات والموقع مع اجراء بعض التغييرات والاضافات على الإطار الخارجي.

يبلغ ارتفاع الساعة الحديثة (10,5) أمتار، مقسّمة الى جزئين الاول بارتفاع 6 أمتار والجزء الثاني 4 أمتار يشبه بتصميمه المنارة او القبة، مزوّدة بإطار ذهبي مجهَّز بمنظومة إنارة مخفية باللونين الأبيض والأحمر، إذ يستخدم الأبيض في الأيام العادية والأحمر أيام وفيات أئمة أهل البيت عليهم السلام.

وتم انشاء الهيكل الأولي للساعة من مادة حديد الصلب والذي يحمل مواصفات عالية لمقاومة الظروف الجوية، حيث جهّز بمنظومة تكييف وتم تغليف شبابيكه الداخلية وعزله عن الجو الخارجي وتأثير الماء والرطوبة والحرارة، بما يضمن الحفاظ على جودة الساعة وامكانيتها وعدم تأثرها بالظروف الجوية.

ولا زال برج الساعة يمثل واجهة بارزة ومعلماً تاريخياً يحافظ على هويته، ويعتمده الزائرين والمقيمين بجوار مرقد الامام الحسين عليه السلام في معرفة الوقت.

سلام الطائي