حُصن الأخيضر.. شاهد أثري وتأريخي في صحراء كربلاء

يُعد حصن الأخيضر من المباني الأثرية والتاريخية البارزة في العراق، ويمتاز بضخامة بنائه وتفرده من حيث التصميم والبراعة في هندسته ومعالمه العمرانية والزخرفية وسعة مرافـقـه.

يقع جنوب غرب كربلاء على بعد خمسين كيلومتراً عن مركز المدينة، وبنحو 152 كيلو متراً جنوب غربي بغداد, ويشكل وقوعه في هذا المكان سابقا أهمية تاريخية كبيرة، حيث ملتقى الكثير من الطرق التجارية, فهو يقع على الطريق الذي يربط الكوفة ببلاد الشام ويعتبر نقطة انطلاق الى طريق البحر الابيض المتوسط حلب البصرة ثم الخليج العربي, فكان لموقعه الفريد وبروز معالمه العمرانيـة الأثر البـارز في إقبـال الزوار والسيـاح عليه من داخل العراق وخارجه.

تاريخ بناء الحصن

تضاربت آراء الرحالة والمؤرخين حول تاريخ بناء حصن الاخيضر بين العصر الساساني والجاهلي وصدر الإسلام والأموي والعباسي, فيرى بعضهم أن الذي شيَّده هو أكيدر بن عبد الملك الكندي وهو أحد أمراء قبيلة كندة القدامى, وأحد نصارى العرب الذين صالحهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على الجزية وقد قتله خالد بن الوليد.

وكتبت المؤرخة (جرترود بل) إن بناء الحصن كان في العصر الأموي, فيما يرى كروسيل إن تاريخ الحصن يعود إلى العصر العباسي الأول وإن الذي بناه هو: عيسى بن موسى ابن عم الخليفة المنصور، وممن تبنّى قول بنائه في العصر الإسلامي أيضاً هرتسفيل واوسكار ورويتر، الذين اتفقوا على أن الحصن بُني في العهد الإسلامي لكنهم اختلفوا في تحديد العصر الذي بني فيه, غير أن المؤوخ موسل يشط كثيراً فينسب بناء الحصن إلى القرامطة وتحديداً إلى عام (277هـ/890م).

 أصل تسميتهُ بالأخيضر

اختلف المؤرخون في أصل تسمية الحصن (بالأخيضر) فبعضهم يعود بتسميته الى اخضرار موقع الحصن، فكلمة الأخيضر معروفة في البادية، وهي مصغّر من كلمة الأخضر في اللغة العربية، والوادي الذي يمر بالقرب من الأخيضر نفسه يسمى بوادي الأبيض نسبة إلى بياض رماله, والبعض الآخر يرى ان الأخيضر محرف من (الأكيدر) وهو اسم أحد أمراء قبيلة كندة العربية.

البناء العمراني

شيّد الحصن بالحجر والجص ويحيط به سور مستطيل الشكل طوله (175م), وعرضه (163م), ويبلغ ارتفاعه حوالي (21م), وتحد زواياه أبراج نصف دائرية، ويحتوي الحصن على كثير من البيوت والأبنية والأفنية والأقبية والغرف والمخازن والمحاريب والصالات والأواوين والاسطوانات والأروقة والسلالم والدهاليز، فضلاً عن وجود سراديب لم يكشف عنها حتى الان.

تقرير: سلام الطائي