ماذا تعرف عن ماليزيا.. كيف وصل الاسلام اليها؟

 

ماليزيا احدى البلدان الإسلامية الأكثر تقدماً والتي عرفت بأنها واحدة من الدول الأكثر ثراء لما تتميز به من طبيعة، حيث تعتبر السياحة إحدى أهم مواردها الاقتصادية.

واختلفت نظريات الباحثين حول دخول الإسلام إلى ماليزيا وطريق وصوله إليها، وهناك اكتشاف لآثار تاريخية تدل على الوجود الإسلامي في مناطق من ماليزيا.

ويعتقد أن الدين الاسلامي وصل الى ماليزيا عن طريق الهند، أذ كانت علاقة أرخبيل الملايو الماليزي قويةً مع جنوب الهند، وأطراف شبه جزيرة العرب التي انطلق منها الإسلام حتى وصل إلى جنوب شرق آسيا بطريق سِلمي مع التجار والدُّعاة.

وأصبحت المكانة الإسلامية أقوى في ماليزيا بظهور سلطنة (مالاقا) الإسلامية في القرن السابع الهجري الموافق للقرن الرابع عشر الميلادي.

وتقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا وعاصمتها هي كوالالمبور، مساحتها 330.434 كيلومترا مربعا، وتعد طريقة الاتصال الأكثر أهمية في المحيط الهندي والمحيط الهادئ هي مضيق ملقا الذي يقع في الساحل الغربي لماليزيا.

تركيبة البلاد السكانية متكونة أربع جماعات رئيسية عرقية وعنصرية في ماليزيا والتي تشمل:  ارانك و ميالو والقبائل الصينية، وشبه قبيلة ميالو التي تشكل أكثر من نصف سكان البلاد الذين كانوا يعتقدون في الدين الإسلامي ولهم ثقافة مشتركة في اللغة والدين.

ولاقت الحركة التبشيرية الإسلامية في ماليزيا في القرن التاسع عشر هجوما قويا من قبل الاستعمار البريطاني ودعم الحركة التبشيرية للدين المسيحي.

وفي القرن 16 تعرضت الى غزو من قبل البرتغال في جزر ماليزيا، وفي القرن السابع عشر استعمرت البلاد من قبل هولندا أما في القرن 19 دخلت إليها انكلترا.

وعلى الرغم من استقلال ماليزيا في نهاية المطاف، لكن الاستعمار قسم البلاد وفصل سنغافورة عنهم.

وأودى وجود الاستعمار والوحشية المتأصلة اتجاه الدين الإسلامي إلى التضامن وتوحد المسلمين في ماليزيا من خلال الاعتماد على التعاليم الإسلامية واعتماد ديناميكية قوية تحول دون تفرقتهم واعتمادهم على ثقافة الدين الإسلامي المتسامح.

وكان للعلماء المسلمين في الساحة الماليزية ادوارا بارزة من خلال التصدي للازمات التي كادت أن تفتك بالبلاد ووحدتها، بالإضافة إلى مساهمتهم الواضحة في تخلص البلاد من الاستعمار.

ومن مظاهر تأثير الثقافة الإسلامية، نبذ العنف الطائفي والتمييز العنصري بين طبقات الشعب الواحد.

واعتمد الإسلام دينا والتشيع مذهبا رسميا في ماليزيا في القرن الرابع عشر الميلادي على عهد السلطان (عماد أكبر شاه)،وأصبح يومي العاشر من محرم والسابع عشر من ربيع الأول أيام عطلة.

ويذكر أن هناك عدداً من رجالات الدولة الماليزية تشيّعوا بعد تأثرهم بمظلومية أهل البيت (عليهم السلام)، ومن أشهرهم الشيخ محمد خليل عبدالقيوم وكيل وزارة الشؤون الدينية السابق وهو من أصل عماني، وكذلك صالح كمران رجل الأعمال الأكثر دعما للوجود الشيعي في ماليزيا، حيث قام ببناء ثلاثة مساجد للشيعة في كوالالمبور وجوهور وسرواك، وإنشاء ست حسينيات وتسع مدارس للتعليم الديني، مما أدى لتقوية الوعى الديني للشيعة في ماليزيا

ووفقا للدستور الماليزي، فالإسلام هو الدين الرسمي في البلاد، لكن الناس أحرار في اختيار دينهم، وكذلك في أداء شعائرهم الدينية.

وحسب الدستور، الملك و رئيس الوزراء وحكّام ولايات ماليزيا يجب أن يكونوا مسلمين ولكن أعضاء مجلس الوزراء ليس بالضرورة أن يكونوا كذلك.

لغة الدولة الرسمية هي ميالو أو الحسا ماليزيا والتي تستخدم في النظام التعليمي، والمراسلات داخل البلاد، أما اللغة الثانية فهي اللغة الإنجليزية.

وتشتهر ماليزيا بمساجدها المصممة بشكل فريد، حيث بنيت على الطراز المعماري الحديث والتي تجمع بين عناصر العمارة الإسلامية والعمارة الحديثة، بالإضافة الى أصالة الفن الملاوي، وتتزين المساجد بلوحات من الخط العربي.

وتعتبر منارات المسجد الأزرق الأربعة الاكبر في العالم بارتفاع يبلغ 143.3 مترا، كما يعد المسجد أكبرها مساحة.
 

اعداد: حيدر المنكوشي