موسوعة كربلاء الحضارية نافذة لحفظ تاريخ وحضارة كربلاء

انطلقت فكرة موسوعة كربلاء الحضارية في شهر كانون الثاني عام 2013 وتتضمن تاريخ مدينة كربلاء المقدسة منذ القدم وحتى الوقت الحالي , وذلك على يد لجنة علمية تشكلت من اكفأ اساتذة الجامعات لدراسة المحاور التي تتضمنها هذه الموسوعة.

هذا ما افاد به الاستاذ عبد الامير القريشي مدير مركز الدراسات والبحوث الذي تصدر عنه الموسوعة، مبينا أن " الموسوعة تتألف من اكثر من 150 مجلدا مقسما الى عدة اقسام منها التاريخ القديم والتاريخ الاسلامي والتاريخ المعاصر والتاريخ الخاص بالوثائق العثمانية وغيرها اضافة الى القسم الخاص بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي".

 وأشار الى ان"  الحاضرة الاسلامية المشبعة بالحوادث منذ استشهاد الامام الحسين عليه السلام والى يومنا هذا في مدينة كربلاء لم تدون بشكل مناسب مع مكانة وعظمة هذه المدينة فضلا عن عدم وجود موسوعة تاريخية شاملة تؤرخ لأساسيات هذه المدينة".

وعن الاسباب التي دفعت المركز لعمل الموسوعة قال القريشي" بالرغم من وجود جامعات في كافة المحافظات وتحتوي على الاختصاصات كافة الا ان تلك الجامعات لم تكن لديها الارادة في كتابة الموسوعات لمدنها , رغم ان اغلب دول العالم كانت جامعاتها هي من كتبت الموسوعة الشاملة عن مدنها بكل تفاصيلها , ولذلك ارتأى مركز الدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية المقدسة ان يصدر هذه الموسوعة الحضارية لتحتضن حضارة وتاريخ كربلاء.

حفظ تاريخ المدينة من الضياع

فيما انبرى الدكتور نذير جبار المعاون العلمي في مركز كربلاء للدراسات والبحوث لتبيان اهمية موسوعة كربلاء الحضارية قائلا أن" لهذه الموسوعة اهميتها الكبيرة في جمع وتوثيق ما كتب عن تاريخ مدينة كربلاء المقدسة وحفظه من الضياع والشتات ليكون مادة علمية في متناول اصحاب الفكر من ذوي الاختصاص , ومحاولة الحفاظ على تسلسل الاحداث التاريخية لمدينة كربلاء المقدسة بالشكل الذي يؤرخ لماضيها وحاضرها ,كذلك تقديم مادة علمية شاملة تهدف الى الدراسة المعمقة المتخصصة في جوانب تاريخ كربلاء كافة، لما لهذه المدينة من أبعاد روحية في نفوس المسلمين وجميع أحرار العالم، وبلغة سليمة واضحة دقيقة علمياً".

وأشار الى أن الموسوعة" تتميز شموليتها بمحاورها الأساسية وهي المحور الجغرافي والتاريخ القديم، والتاريخ الاسلامي الوسيط، والتاريخ الحديث والمعاصر, اضافة الى توخي الدقة والرصانة العلمية بما يليق وثورة الامام الحسين وتقديمها الى العالم بوصفها رمزاً انسانياً عالمياً يمكن منه إظهار فكر أهل البيت بحيادية، والابتعاد عن الرواية التراجيدية للحدث الذي تبعده عن اهدافه الحقيقية التي قامت من اجلها النهضة الحسينية المقدسة".

وأضاف أن " لموسوعة كربلاء الحضارية ايضا اهمية في تأسيس ترجمة علمية حضارية رصينة شاملة لتاريخ كربلاء أكثر جدية على الصعيد العربي والعالمي في مجال إنتاج الموسوعات الشاملة الكبرى" منوها أنها" ستكون مرجعاً علمياً رصيناً لكل الباحثين الأكاديميين، تدون بأنامل مبدعة في المجالات كافة" وبين أن الموسوعة " ستعمل على ردم الهوة التاريخية التي مرّت بها كربلاء عبر عصورها المختلفة، وتشكيل عمل متكامل شمولي وتعريف مختلف شرائح المجتمع المحلي والعالمي بتاريخ كربلاء الحضاري منذ نشأتها حتى تاريخ الشروع بكتابة الموسوعة.

ما الذي دفع لكتابة الموسوعة؟

من جهته ذكر الدكتور حيدر احمد الكربلائي/ جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية أن" مركز كربلاء للدراسات والبحوث شرع بكتابة هذه الموسوعة لعدة اسباب منها ارتباط مدينة كربلاء بالإمام الحسين عليه السلام ومقارعته للظلم والاستبداد" مبينا أن" السلطات الحاكمة كانت متعمدة في عدم ادراج كربلاء ضمن لائحة التراث فكما معروف ان التاريخ كتب للملوك , كما أن ما كتب عن كربلاء في الوقت الحاضر كان كتابات سطحية كتبت في القرن الماضي".

 وأكد أن " موسوعة شاملة كتاريخ متخصص كالموسوعات العالمية لم تكتب عن كربلاء الا بجزء خاص عن المقدسات فيها , ولهذه الاسباب ابتدأ مركز كربلاء واعد العدة لكتابة موسوعة حضارية قد تصل الى اكثر من 150 مجلدا ومن قبل اساتذة في كافة الاختصاصات" مبينا أن"  ما طبع من الموسوعة  يقرب من 50 مجلدا وسنعمل على اكمال الطباعة خلال الفترة القادمة".

سلام الطائي