الأكاديمي بجامعة كيفن الألمانية د. مهدي كيرهورد: المهرجانات الثقافية تجربة غنية ومثمرة في ميدان الحوار بين الأديان والتعارف بين الشعوب

حاوره : عماد بعو

تحرير: صباح الطالقاني

-نحن على قناعة أن انتصار الشعب العراقي على تنظيم داعش الارهابي انما حصل بفضل الفتوى التي أطلقتها المرجعية الدينية.

- بداية حدِّثنا عن طبيعة عملكم وزيارتكم؟

في ألمانيا هناك جامعات تدرّس العلوم الإسلامية كالعقائد وتاريخ الاسلام والأصول والفقه والإلهيات، وبالنسبة لي أنا ادرس وأحقق في موضوعات مختلفة كالفقه المقارن بين المذاهب الاسلامية والتعليم والتربية الاسلامية، وكذلك أقوم بتدريب المعلّمين فيما يتعلق بالدروس الإسلامية بالمدارس الرسمية في ألمانيا.

وهذه الزيارة الثانية التي أقوم بها الى العراق وبالخصوص كربلاء والنجف، وقد شاهدتُ تغيرات كبيرة لأن زيارتي الأولى كانت قبل عشر سنوات، وسررتُ وأنا أشاهد التنظيم والترتيب في مشاريع العتبات المقدسة الذي أصبح أفضل بكثير مما كان في الماضي..

- كيف تنظر إلى دور المرجعية الدينية في انتصار الشعب العراقي وتوحّده ضد الارهاب؟

نحن على قناعة أن انتصار الشعب العراقي على تنظيم داعش الارهابي انما حصل بفضل الفتوى التي أطلقتها المرجعية الدينية متمثلة بالسيد علي السيستاني، وهذا التلاحم في سبيل الانتصار على الارهاب يؤكد حقيقة الوحدة والتعايش بين مكونات هذا الشعب وبين المرجعية الدينية التي تقوده، بحيث قدّم العديد من الناس أرواحهم بلا مقابل ولبّوا نداء المرجعية ونداء الوطن لتحرير بيوتهم وأراضيهم المحتلة من الارهابيين، وقد تم لهم ذلك بالفعل..

- ما هي الرسالة التي سوف توصلها لزملائك وبلدك حول العراق وكربلاء بشكل خاص؟

رسالتي لشعبي وزملائي في الجامعات عن العراقيين تتمثل في انني وجدتُ بشكل واقعي شعب مثقف وعالِم بعلوم مختلفة، ووجدتُ مستوى وعي جيد وخاصة عند الشباب الجامعي، حيث يتكلمون في موضوعات مختلفة تهم وطنهم وواقعهم..

- الى أي مدى تساهم المهرجانات الثقافية التي تقام في كربلاء ومنها مهرجان ربيع الشهادة، في موضوع التقارب والحوار بين الأديان؟

هذه المهرجانات تشهد توافد العديد من الشخصيات المحلية والأجنبية، وهي فرصة كبيرة للنقاش وتبادل الآراء حول مختلف القضايا، لا سيما وأن الحضور متنوع ويشمل عدّة اختصاصات أتت من دول وقارات متنوعة، ولذا فأنها تجربة غنية ومثمرة في ميدان تبادل الآراء والحوار بين الأديان والتعارف بين مختلف الديانات والشعوب.

وبالنسبة لمهرجان ربيع الشهادة فهو تجربة قيّمة جداً بالنسبة لي، لأني لمستُ في العراق آراء مختلفة وهذا يشير الى ثقافة حرة في التعامل وتقبّل الاختلاف واحترام الرأي..

ونرجو أن يتم فتح قنوات تعاون وخاصة في المجال الأكاديمي مستقبلياً، وأن يكون هناك تواصل بين الجامعات الألمانية والعراقية من اجل زيادة التعاون.

- برأيك، كيف نستطيع مواجهة آثار الفتنة والتطرف في العالم؟

تساهم بعض وسائل الإعلام في الغرب الى حد ما في ترسيخ الفتنة بين الأقوام والأديان في عدة مناطق ومنها الشرق الاوسط، وتتخذ مواجهة هذا المنحى عدّة طرق، منها بل أهمها انتهاج طريق العلم والتعلّم والتعامل الجيد خاصة فيما بين شعوب هذه المناطق، لكي يتشكل الوعي الكفيل بإبعاد التطرف والتشدد، فضلاً عن ضرورة معالجة الفقر والفساد الذي يشكل آفات خطيرة..

وإننا إذ نحذر من عواقب دعم التطرف، نجد من الضروري مواجهة الجهات الداعمة له والمروّجة أيضاً، لأن هذه الأفعال تساهم في زيادة اراقة الدماء وقتل الأبرياء وترويع المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية من غير تفريق بين دين وآخر او مذهب وآخر.

- كيف رأيت الخطاب الديني، وهل لاحظت وجود مشاكل بين أطياف العراقيين، وما هي رسالتك التي توجهها إليهم؟

خلال برنامج الزيارة وأيضاً من الخبرة والمعلومات التي لدي، وجدتُ أن لا مشكلة حقيقية بين أطياف العراقيين او مع الأديان الأخرى، انما المشكلة الأساسية في عدم توضيح الأفكار للآخرين أو ضعف فرص التآلف والانسجام وسماع الآخر..

وبودّي انتهاز فرصة هذه الزيارة لأقدم التهنئة وأبارك للمرجعية الدينية والشعب العراقي الانتصار الكبير على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير العراق، ومن هنا أقول لشعب العراق عليكم الاستمرار بالتمسك بالوحدة والثبات ونبذ التفرقة، فهذا هو سبب انتصاركم على الإرهاب.