كيف نؤدي حق زيارة الاربعين للإمام الحسين عليه السلام

صباح الطالقاني
الصورة: محمد الخفاجي

من اهم مصاديق تعظيم شعائر الله هو تعظيم كل ما يتعلق بشأن الموالاة للأئمة المعصومين واستذكار مناسباتهم وبالخصوص شعائر زيارة الاربعين للإمام الحسين عليه السلام، ورغم ان ملايين المسلمين يواظبون على اداء هذه الزيارة التي تحولت الى كرنفال عالمي دخل موسوعات الاخبار كأكبر تجمع بشري ديني انساني، إلا ان الحاجة تبقى ملحّة وماسّة لتبيان كيفية إحياء هذه المناسبة العظيمة التي بقيت حيّة في نفوس وضمائر المسلمين على مدى اربعة عشر قرن مضَت.

ومن باب التذكير نوردُ في هذا الحيّز بعضاً من اهم النصائح والوصايا الخاصة بزيارة الاربعين والواردة عن طريق الروايات المنقولة عن أئمة اهل البيت عليهم السلام.

الاخلاص في النيّة

عن الامام الرضا عن جدّه الصادق عليهم السلام: (ان ايام زائري الحسين بن علي عليهما السلام لا تُعدّ من آجالهم). وهذا يتطلب الاخلاص في النية، ولا يتم الاخلاص في النيّة الا بعد التعرّف على قيمة هذه المسيرة، التي تحفّها الملائكة، ولا تحسب من عمر الزائر كما جاء في الرواية الشريفة.

اداء الفروض في وقتها

روي عن الامام الصادق عليه السلام: (فضل الوقت الاول على الاخير كفضل الآخرة على الدنيا). وهذا يتطلب انه عندما يسمع السائرين نحو كربلاء صوت الأذان يجب ان يتوقف الجميع عن المسير والعمل والانشغالات الاخرى لتمتلئ الحسينيات والمساجد والمواكب والخيم بالمصلّين. فالحرص على اداء الصلوات في وقتها يرضي مَن تحثُّ السير لزيارته وترجو قبوله وشفاعته.

زيارة بلا انتماءات

الابتعاد عن حمل الشعارات واللافتات التي تعبّر عن جهة معينة، وليكن الانتماء فقط لإسم الامام الحسين عليه السلام لأنه فخرنا وانتمائنا الحقيقي.

طريق الغفران والإجابة

لقد حبى الله تعالى زائري الامام الحسين عليه السلام حبوة عظيمة من غفران الذنوب واجابة الدعاء، لذا فان المسير نحو كربلاء هو فرصة عظيمة يجب استثمارها بالتسبيح والاستغفار والدعاء للأهل ولكل المؤمنين في اصقاع الارض، ولا ننسى دعاء الفَرَج فإن بهِ فرَجَنا.

التنظيم والتعاون

من اهم مظاهر زيارة الاربعين والمسير نحو كربلاء المقدسة هي الالتزام بالنظام، والتعاون مع القائمين على الزيارة، والتحلّي بالوعي والحسّ الامني، والابلاغ عن كل ما من شأنه الاخلال بأمن المسير والمواكب والزائرين، لأن في ذلك ضمان لانسيابية خلال هذه المسافات الطويلة من الجنوب ومن الشمال صوب كربلاء.

قوة الارادة تعلو على اللياقة البدنيّة

ان المسير خلال مئات الكيلومترات يتطلب لياقة بدنية مناسِبة، ولكن قوة الارادة تعلو وتسمو على القوة البدنية، لأن المُبتغى يتطلب منّا التعايش الروحي خلال هذه المسيرة المرتبطة بنا عقائدياً، لذا تجد كبار السن واصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال والنساء يشاركون في المسير ويقطعون مئات الكيلومترات بلا كلل او ملل.

غض البصر والتفكّر في رضا الله تعالى

اشغال الذهن بالتفكّر في نِعم الله وطلب رضاه بالتسبيح والاستغفار والحديث المفيد مع رفقاء المسير يمنع من مدّ البصر نحو المحرمات وما يمكن ان يعترض الزائر من الهاءات ومغريات في طريقه.

اظهار الصورة الحضاريّة

التزام الهدوء ومراعاة النظافة وتجنّب كثرة المزاح، والتقاط المفيد من المنشورات خلال المسير، كلها عوامل تؤدي الى اظهار هذه المناسبة العظيمة بصورة حضارية راقية.

التزام الحجاب والعِفّة

الزائرات المؤمنات لكي يحافظنَ على دينهنَّ ويحظينَ بقبول الاعمال، يجب عليهنّ التزام الحجاب وستر سائر البدن وابداء السلوك المحافظ بما يرضي الله تعالى ويبعد عنهنَّ شبح إفساد هذه الجهود والاجر والثواب.

حقيبة صغيرة تكفي

لا تحمل اغراضاً كثيرة، حقيبة صغيرة على الظهر تكفي، ولا داعي لاصطحاب الماء والطعام والفرش لأنها كلها موجودة على الطريق نحو كربلاء مهما كان طويلاً، ولا تحمل همّاً للأدوية والاسعافات الاولية فهناك مئات المفارز الطبية والمواكب المتخصصة بهذا الشأن.

عاهد نفسك وادعُ لبلدك

لنعاهد انفسنا ان تبقى اخلاقنا حسينية، وأن نتزوّد بمعاني الانسانية والاجواء الروحانية وان نحتفظ بهذه المعاني حتى الاربعين القادم، ولا ننسى الدعاء لبلدنا وسائر بلدان المسلمين بالأمان والازدهار.