أهل السنّة.. ليسوا هم النّواصب/2

 

اعداد : عبد الرحمن اللامي

يُجمع المسلمون بكلّ فرقهم أنّ (النصب) مصطلح إسلامي يطلق على مَن يعادي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وأهل بيته (عليهم السلام)، ويؤذونهم بالقول أو الفعل.

ولكنّ أتباع ابن تيميّة والوهابيّة الموغلين بالنصب يريدون خلط الأوراق في زماننا هذا، لإيهام المسلمين بأنّهم أصحاب الجادّة المستقيمة والطريقة القويمة، وهم أهل السنّة لا غيرهم، وهذا ما يأباه كلّ المسلمين.

وللزيادة في الإيضاح ولرفع هذا الاشكال نوردُ لكم آراء أحد مفكّري وعلماء المسلمين، ليبيّنوا لنا الأمر جليّاً ويرفعوا الشبهة عنه:

ويقول سماحة الشيخ علي آل محسن في معرض ردّه على السؤال:

الناصبي: هو من تجاهر بالعداوة لأهل البيت عليهم السلام، بحربهم أو قتلهم أو ضربهم أو سبّهم أو إهانتهم أو تنقيصهم أو جحد مآثرهم المعلوم ثبوتها لهم، أو نحو ذلك.

النواصب هم الذين تجاهروا ببغض أهل البيت عليهم السلام وعداوتهم ، دون من أبغضوهم من غير تجاهر ومعاداة .

وهم عندنا كفار أنجاس ، لا حرمة لهم ولا كرامة .

لكن الكلام في أن أهل السنة قاطبة هل هم نواصب أم لا ؟

والقول المختصر في هذه المسألة هو أن كل من تجاهر بعداوة أهل البيت عليهم السلام بثلبهم وسبِّهم وإيذائهم وحربهم وقتلهم وجحد مناقبهم ، وإزاحتهم عن مناصبهم ونحو ذلك ، فهو ناصبي كائناً من كان ، وسواءاً أكان صحابياً أم كان تابعياً ، أم كان من علماء أهل السنة أم من عوامّهم .

وأما الحكم على أهل السنة قاطبة بأنهم نواصب فلا نقول به ، والمشهور على خلافه ، لأن ما جرى على أهل البيت عليهم السلام من الظلم والجور لم يشترك فيه كل الماضين من أهل السنة والمعاصرين .

بل إنّا نعلم علماً قطعياً أن كثيراً من أهل السنة يحبّون أهل البيت عليهم السلام ويودُّونهم ، فكيف يصح الحكم على من يحبّهم بأنه ناصبي ؟!

وأما تشخيص نصب شخص منهم أو من غيرهم فيحتاج إلى دراسة أحواله وسبر أقواله الدالة بالقطع واليقين على نصبه ، لا بمجرد الأوهام والخيالات والظنون ، فمن ثبت نصبه حكمنا به ، وإلا فلا يجوز لأحد أن يتَّهم مسلماً بهذا الذنب العظيم من غير بيِّنة شرعية صحيحة .

وهناك أدلّة كثيرة على كفر الناصبي من القرآن والسنة:

منها: ما أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/162 عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله النار.

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

ومنها: ما أخرجه الحاكم في المستدرك 3/161، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثاً.... إلى أن قال: فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام، فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لآل بيت محمد دخل النار.

قال الحاكم: هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وأخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/661 بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أبغضنا أهل البيت فهو منافق.

والأحاديث في ذلك كثيرة وما ذكرناه فيه الكفاية.

وأما خصوص النصب بعداوة علي عليه السلام فقد ورد فيه أحاديث صحيحة كثيرة أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، ولا ريب في كفر المنافق ، بل هو أسوأ الكفار حالاً. لقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ).

وللدليل على نجاسة الناصبي من القرآن والسنة وأقوال أهل البيت، نقول:

إذا تقرر أن مبغض أهل البيت كافر بل هو منافق الذي هو أسوأ الكفار حالاً، كما نصت عليه الأحاديث، فحينئذ لا ريب في نجاسته، فإن المشرك إذا كان نجساً بنص قوله تعالى (إنما المشركون نجس)، فالناصبي الذي هو أسوأ حالاً منه يكون نجساً من باب أولى.

وقد روي من طريق أهل البيت عليهم السلام عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، قال: إياك أن تغتسل من غسالة الحمام ، ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت فهو شرهم ، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه.