الاسلام ومبدأ التعايش

الشيخ عباس حسن/ لبنان
يعد التعايش السلمي من المبادئ السامية لدين الاسلام الحنيف ومن ابرز صور ذلك ان النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما جاء بدين الإسلام واجه أمة الكفر والشرك في مكة، ولم يأبه بعديدهم وعدتهم بل توكل على الله (تعالى)، وكان شخصا منفردا مستعينا بالله (تعالى) رغم الحصار المفروض عليه،  وخرج بعد ذلك الى المدينة وأقام فيها دولة الإسلام، وهنا ايضا وقف المشركون وبعض قبائل اليهود بوجه النبي  بينما النبي تعامل بهم بالرحمة والرأفة".
 ولذلك نجد أن الأخوة الإيمانية وهي اوثق عرى الأخوة،والإسلام الحنيف جمعت تحت مظلتها بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي فكل واحد من هؤلاء من بيئة معينة ومن بلاد معينة لكن الذي جمعهم هو الإسلام الكريم".
وهكذا فاننا لا نستغرب من ان عدونا يحاربنا  تحت عناوين غريبة أحدها انه  يحاربنا من الداخل ويوظف الاموال والإعلام في سبيل تشويه  صورة الإسلام، ومثل هذا الاسلوب حصل في زمن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهم قد تصدوا لهذه العقائد المنحرفة، وقد كانوا (عليهم السلام) يقيمون المجالس والندوات ليصوبوا مصير الإسلام، وكل إمام كان له دوره،  وكثيرا  ما خاض الإمام الصادق (عليه السلام) في المسائل الكلامية وتحدى فيها خصوم الإسلام".
 ان دورنا اليوم كأفراد هو المحافظة على جوهر الإسلام، وذلك يتجلى من خلال سلوكنا وتصرفاتنا وأخلاقنا وتعاملنا مع المسلم وغير المسلم  ومع فئات المجتمع الأخرى، وفي اي بقعة من بقاع الارض كنا، وعلى كل مسلم  ان يكون صوتا للحق، وعلى وسائل الإعلام بتفرعاتها ان تأخذ دورها وان تشق طريقها في التعريف بحقيقة الإسلام،وكذلك المغتربين من المسلمين في البلدان الاجنبية عليهم مسؤولية تمثيل الإسلام تمثيلا حقيقيا يظهر من خلاله رحمة الإسلام وسماحته".
 ان الثقافة التكفيرية تشكل عبئا على المسلم في الغرب وفي داخل البلدان الإسلامية، ولعل في بعض البلدان يخفي المسلم هويته لان الارهابيين شوهوا صورة الإسلام، ولابد من الاشارة الى ان الخطر الذي يهددنا هو خطر ثقافي فكري قائم على غسل الادمغة وهو يسعى الى إقامة جيل جديد ينظر الى الإسلام على انه دين دم وقتل ومن يقوم بهذه المهمة الخسيسة هم جماعات مأجورة ومدفوعة من الخارج".
مستل من تحقيق بعنوان ( الاسلام نظام عالمي وشريعة كونية) نشر في مجلة الروضة الحسينية بعددها 96 - جمادى الآخرة ـ 1437 هـ