فن الإتيكيت والبروتوكول

في سياق التعامل الدولي والمحلي لابد من وضع قواعد وأسس تٌتبع في التواصل الدولي والمحلي على حدا سواء ففي الاوانة الأخير اهتمت الدول المتقدمة في هذا الفن الذي أصبح اليوم لابد من اتقانة فالاتيكيت والبروتوكول فنانِ لا ينفصلا عن بعضهما. 

يعرف الاتيكيت بأنه "فن الخصال الحميدة" أو "السلوك بالغ التهذيب" وتتعلق قواعد الاتيكيت بآداب السلوك، والأخلاق والصفات الحسنة. يضم الاتيكيت مجموعة القواعد والمبادئ المكتوبة، وغير المكتوبة، والتي تنظم المجاملات والأسبقية، ومختلف المناسبات والحفلات والمآدب الرسمية والاجتماعية، وهذه القواعد والمبادئ تدل على الخلق القويم الذي يجمع بين الرقي، والبساطة، والجمال.

ويشمل فن الاتيكيت الموضوعات التالية:

إتيكيت التعامل الرسمي والاجتماعي

إتيكيت الحديث

إتيكيت الملابس

إتيكيت الولائم والحفلات

إتيكيت الاجتماعات والمقابلات

إتيكيت الحديث

يعتبر الحديث وإجادته إحدى ضرورات المجتمع المتحضر، ويتطلب فن الحديث متابعة المستمعين، والرغبة في سماع الحديث من خلال كل كلمة يقولها المتحدث. وإذا كان الاتيكيت هو فن السلوك المهذب، والتصرفات الراقية، فهو لا يكون بهذه الصفة إلا إذا كان نابعاً من أعماق النفس البشرية دون تكلف أو تصنع. ويعتبر الحديث موهبة من الله سبحانه وتعالى، وهو من المواهب التي يستطيع الإنسان تنميتها، وهو ضرورة للمشتغلين في مجالات متنوعة وعلى اتصال بالجمهور أهمها العلاقات العامة والمراسم.

اما إتيكيت الملابس فلابد من مراعاة الإتيكيت في الملبس على سبيل المثال تتوجه لنا دعوة الى حفل تأبين احد الشخصيات الاجتماعية فهنا لابد من مراعاة الملبس المناسب لهذه المناسبة، شأنها شأن المناسبات الدينية فيختلف إتيكيت الملابس من مناسبة إلى أخرى. وهكذا مع إتيكيت الولائم والحفلات، و إتيكيت الاجتماعات والمقابلات فلابد من مراعاة لكل منها ملبس خاص.

البروتوكول

إن البروتوكول، هو عبارة عن إتيكيت خاص بقواعد الدبلوماسية وشؤون الدولة. وهو القاعدة التي توجّه الكيفية التي يجب أن يؤدى بها تصرّف أو نشاط ما. والبروتوكول في المجالات الدبلوماسية ومجالات الخدمات الحكومية، عبارة عن مجموعة من القواعد أو التوجيهات والتي تكون في أغلب الأحيان شفهية أو غير مكتوبة. فالبروتوكولات تحدد السلوك السليم أو المتعارف على قبوله فيما يتعلق بأصول الدبلوماسية وشؤون الدولة. ومثال ذلك اظهار الاحترام المناسب لرئيس الدولة، ومراعاة الترتيب الزمني (حسب الأقدمية أو العمر) للدبلوماسيين عند تنظيمهم في مجلس أو اجتماع ما.

فالبروتوكول يمثل القواعد المتعارف عليها في المعاملات الرسمية وخاصة في الزيارات والمقابلات والأسبقية في الحفلات العامة. أما الأتيكيت فيعني القواعد غير المكتوبة وهي أقرب إلى حس الفرد بما يجعل تصرفه مقبولاً اجتماعياً فهو آداب السلوك، وأما المجاملة فهي تصرفات وسلوك غير مكتوب أيضاً يأتيه الإنسان بغرض إدخال السرور إلى نفس غيره بما يشعره بالرضا.

وفي إطار المصطلحات الإسلامية يمكن القول بأنّ "البروتوكول هو قواعد المعاملات بين الناس" والأتيكيت هو "آداب السلوك" والمجاملة "تعني المودة" ودليلنا على ذلك من الإسلام في قول الرسول الكريم (ص): "تهادوا، توادوا، تحابوا"، لنعرف القصد من وراء كلّ كلمة، ففي الشريعة الإسلامية الحنيفة قواعد للأتيكيت وإن لم تستخدم نفس التعبير إلّا أنّها استخدمت تعبيرات ومصطلحات أخرى بمدلولات إنسانية وقيمية نبيلة. وكلّ من هذه الأوصاف والتعبيرات لها معاني دقيقة في الثقافة الإسلامية للسير نحو التحضر وصولاً لمرحلة الحياة المدنية بكلّ المقاييس.

علاقة الإتيكيت بالبروتوكول

من الممكن وصف العلاقة بين كل من البروتوكول والإتيكيت على أنها العلاقة بين العام والخاص أو بين الأمر المجمل والتفصيل ومن الممكن وصف البروتوكول على أنه الأمر الذي يتعلق بالإجراءات وكافة التنظيمات بينما نجد أن الإتيكيت السلوك الذي يتعلق بتنفيذ العمل وكيف يكون الالتزام بها وعلى سبيل المثال إذا كان البروتوكول في الحفلات يتطلب من الأشخاص الحضور بالزي الرسمي فأن كل ما يتعلق بذلك الزي من اللون والشكل العام وكل ما يخص المظهر العام من الأشياء التي تخص الإتيكيت.

البروتوكول هو ان يقوم شخص ما رفيع المستوى بدعوتك على العشاء، ولكن الإتيكيت يتطلب منك أن تلتزم بكافة القواعد التي تخص تلك الاحتفالية من عدم التقبيل أو عدم الضغط على اليد بقوة خلال السلام وغيرها من الأشياء، أو تصوير الشخص بدون مراعاة حقه الشخصي كل تلك الأشياء تندرج تحت مسمى الإتيكيت.

عباس نجم