الحسين (عليه السلام) دليلاً الى حب الله

أمير الموسوي

قدم الحسين (عليه السلام)  لله الغالي والنفيس بدءا من نفسهِ الى ابنائه واخوته واصحابه فما جرى يوم عاشوراء لا يتحمله الا من كان أهلا له ورغم كل ما جرى على الإمام من أهوال ومصائب فإنه كان يتضرع الى الله تعالى بدعائه في يوم عاشوراء الذي يقول فيه ( الهي متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء حسن البلاء قريب الرحمة... ).

هذا الايمان الراسخ والاخلاص النادر يفضي الى ان الامام الحسين (عليه السلام) هو إعداد رباني وتربية إلهية فقد ورد في الحديث القدسي عن الرسول الاكرم (ص) قول الله تعالى  فيه (...جعلت حسينا خازن وحيي واكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة فهو افضل من استشهد وارفع الشهداء درجة ... ) لذا كان الإمام (ع) مخلصا وفيا طائعا لله جل وعلا، اجتباه ربه ليكون خليفته بالأرض وبالفعل  ادى ما عليه بأتم وجه إذ تحمل ما جرى عليه يوم عاشوراء من قتل للأبناء والاهل والانصار وترويع للأطفال والنساء بروح عظيمة تنم عن شخصية مثالية وتكامل إنساني.

قال عنه عبد الله بن عمار بن يغوث: فوالله ما رأيت مكثورا قط، قد قتل ولده، وأهل بيته وصحبه، أربط جأشا منه ولا أمضى جنانا، ولا أجرأ مقدما ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها، ولم يثبت له أحد.  كما ان الامام كان على علم بما سيحصل من  سبي للنساء وقطع الرؤوس ولم يصب بجزع قط ولم يزده  كل ما جرى في ذلك اليوم  الا اصرارا وعزما لإعطاء الاكثر لله لان الحسين كان عارفا حق المعرفة أن جميع المخلوقات من الله والى الله عز وجل.  

لذلك نجد ان الامام الحسين وقضية عاشوراء لصيقان بالتاريخ المشرق وماضيان مع المسيرة البشرية كمشعل هداية وما توافد الملايين من الزائرين ومن مختلف بلدان العالم بما فيهم المستشرقين والرحالة والصحفيين وغيرهم الى مرقد الإمام الحسين (ع) الا توفيقا وبرهانا على حيوية القضية الحسينية وديمومتها وحاجة البشرية اليها وهذا كله من الله حيث الحسين اخلص لله فاخلص الله له .

قيل في الإمام الحسين (ع) الكثير من الاقوال نقتبس البعض منها

المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس:

"حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد"

المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر :

"قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً"

الزعيم الهندي غاندي :

لقد طالعت بدقة حياة الامام الحسين ، شهيد الاسلام الكبير ، ودققت النظر في صفحات  كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين

توماس كارليل، الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي:

أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه.