ضلعُ الهدى

سيف الذبحاوي

 

ما جفَّ دمع العين جمراً ينهمرْ
والصبرُ في نيران دمعي يستعر
ْ

والجسم أضحى للدواهي عرضة
فالدهر لي كل البلايا مدّخرْ


قد شقني طولُ الأسى بي والجوى
ما قرّ إلا بالرزايا يستقرْ


يا ضلع ام الدينِ سجّرتَ الغضى
في مهجة حرّى وقلبٍ منكسرْ


لم أنسها بنت النبي المصطفى
لاذت وراء البابِ عنهم تستترْ

 
قومٌ وبالأحقاد جاؤو والعدى
والكل اضغاناً وكفراً مؤتزرْ


شيطانهم يسعى بهم في فتنةٍ
يُفني لظاها كلّ ذي غصن نَضرْ


هذي التي ما انفك جبريل لها
عبد بما تأمره طوعاً يأتمِرْ


والروح يهفو ساجداً لو إسمها
يسمَعهُ والأملاك زجراً تنزجرْ


في الكوثرِ القرآن يحكي فضلها
والمصطفى عنها روى جهراً وسرْ


لهفي لها قد أنكروها واعتدى
كفراً عليها الجبت والباغي الأشرْ


في الدارِ قالوا فاطماً قال وإن
قد دعَّ باب الدين نحسٌ مستمرْ


بالنار حقداً أحرقوها والهدى
من خلفها ضلعٌ لها ظلماً كسِرْ


لن أنسَ ذاك السقط لا نزفَ الدما
لا خدَّها المسطورِ والوجه العَفِرْ


يا أمة التكفير مَن خيرُ النسا؟
من حبها فرض سواها من ذكرْْ


في آية القربى؟ ومَن عين الرضا؟
يرضى لما ترضى المليكِ المقتدرْ


في الليل أوصت فاطمٌ بنت الهدى
أن يدفنوها وهي حزناً تحتظرْ

 
والمرتضى يجري دموعاً كلما
أنَّت لنارِ الضلع ضلعٌ ينفطِرْ


منه لها حزناً وصبراً قد حوى
فالقلبُ في كف المآسي يعتصرْ


يا ضلع لا أنساك ذا عهد الأسى
في خافقي غضاً وغيضاً ينفجرْ


حزناً على طول المدى لا ينتهي
للقائمِ المهدي يبقى ينتظِرْْ