!الغد قريب

السيد محمد حسين العميدي
انتهت معركة البرلمان وأفرزت نتائجها بين خارج من أرض المعركة لا نقول عنه خاسرا ولكن دون قطف الثمار، أو نقول لم يحالفه النجاح فلم يتمكن من مواصلة المسيرة، وبين باق في المعترك لا يزال يخوض غمار حرب أمدها سنين أربع.
هذا هو الحال بعد تلك الجولة المتعبة من التثقيف وبذل الجهد والأموال أثناء الحملة الانتخابية، وربما يكون هذا البرلمان قد اصطبغ بصبغة جديدة تختلف عن البرلمان السابق من حيث مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي فيه، إضافة إلى المعرفة والدرس الذي قد يكون بعض البرلمانيين الجدد قد استلهموه من تجربة سابقيهم الذين لم يقدموا لهذا الشعب ما يستحقه من جهد وعطاء وتضحيات وظلوا متقوقعين ضمن إطار مصالحهم الخاصة، فنالوا في الأخير ما يستحقونه من شجب ثقة الشعب بهم.
إن درس الأمس يجب أن لا يغيب عن أنظار البرلمان العراقي الجديد، وعليهم أن يأخذوا العبرة منه فيسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى تشخيص مواطن الخلل التي رافقت تلك الفترة ومحاولة القضاء عليها والحيلولة دون عودتها للطفوّ على السطح ثانية، وان ذلك لا يمكن تحقيقه إلا حين يضع كل برلماني جديد صفة الإخلاص في مقدمة خصائص عمله لكي لا يحدث له ما حدث للسابقين وان كانت بعض المنافع المادية التي أقرت في البرلمان السابق مضمونة. 
والإخلاص هو أن يجعل المرء نيته في كل عمل يقوم به مرضاة الله أولا وأخيرا؛ لأن الله جل شانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه)، ومما لا شك فيه أن الله تعالى إذا قبل عمل أحد فإنه سيرضي الناس عنه لا محالة، فليعتبر أولو الألباب. 
نعم إن صفة الإخلاص كانت هي الفيصل بين البقاء وبين الخروج فمن شاء من الباقين أن يخرج من المعركة منتصرا فعليه أن يتحلى بها، ومن كان همه أطماع نفسه فليسع لتحصيلها، خصوصا بعدما دلت تجارب الأمس أن الغد قريب.