المرجعية الدينية والمجتمع

الشيخ مشرق الكريعاوي – أستاذ في الحوزة العلمية في النجف الاشرف

منذ غيبة صاحب الامر (عج) المرجعية الدينية و علماء مدرسة أهل البيت (ع) يتسنمون المسؤولية الجسيمة و المهام الخطيرة المتجسدة بحفظ اركان الدين و أحكام شريعة سيد المرسلين وآله الهداة المعصومين، ولم يقتصر دور المرجعية على ذلك فحسب بل ان لسلطة العلماء العدول السعة والشمولية في كل ما يرتبط بإدارة و رعاية ورقابة و تنمية و تنظيم الشؤون الاجتماعية و المصيرية للامة.

 ولا يخفى اهمية و ضرورة دور المرجعية العليا في الشأن السياسي و ما يترشح عنه من مواقف و تحولات محلية أو إقليمية أو حتى في القضايا ذات الأبعاد الدولية و الاستراتيجية لذا يمكن تلخيص أهم الامور التي تتعلق بالدور المرجعي فيما يرتبط بالقضايا السياسية بما يلي:

١- ترشيد و تصويب العمل السياسي.

٢- المحاولة الجادة للوصول إلى النضج السياسي على مستوى النظام و الافراد والمجتمع .

٣- ممارسة الدور الرقابي و النظر الفاحص لمجريات الأحداث و التغيرات الناجمة عنها.

٤- الرعاية الابوية و الشرعية لكل أفراد الأمة بما فيهم الأفراد والممارسين للأعمال و الأنشطة السياسية.

٥- رصد الأخطاء و تصحيح المسارات ومراقبة الاعوجاج الذي يصيب النظام السياسي و العاملين فيه نتيجة الاغراء و الفساد أو الفتن أو التآمر الداخلي والخارجي .

٦- متابعة واستقناص الأعمال والخطط التخريبية  والفتنوية التي تهدف الى انهيار النظام الاجتماعي و تعطيل عجلة الإصلاح الحقيقي- وليس الزائف- فإن الدور المرجعي الاعلى هو خير ملجأ في البلايا و النوائب والفتن.. 

٧- السعي لإعداد البدائل الموضوعية التي تشتمل على تصحيح المسارات السلوكية للنظام السياسي وبكافة سلطاته التي تتوزع عليها مهام إدارة شؤون الدولة والمجتمع .

٨- تأكيد المرجعية العليا في رعايتها على ان تشمل كافة افراد الاسرة الإنسانية  و الهيئة الاجتماعية بغض النظر عن الدين والطائفة و المذهب و العرق والقومية لان الحد الوحيد و الأصيل في رؤية المرجعية الدينية هو الإنسانية وكرامتها.