خذلهُ الأنصار وتعرّض للاغتيال فأعتمد مبدأ التفاوض.. قصة الخليفة الثاني من الخلفاء الاثني عشر

تعرض الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)، الملقّب بالمجتبى (3- 50 هـ) ثاني أئمة الشيعة، الى محن وابتلاءات وظلامات كثيرة من قبيل محاولة اغتياله وخذلان انصاره له حتى استشهاده مسموما على يد زوجته جعدة بنت الأشعث.

الخلافة والصلح

محطات حياة الإمام الحسن (ع) المباركة كثيرة متشعبة بدءا بمولده الكريم واهتمام الرسول الاكرم (ص) بهذا المولد مرورا بصباه وفتوته وتربيته التربية المحمدية العلوية ودفاعه عن الإسلام بكل السبل, ومنها اشتراكه بالمعارك والحروب حتى استشهاد ابيه الامام علي (ع)، وتوليه الإمامة، ومن ثم مواجهة الاعداء كمعاوية وغيره مواجهة تنم عن الحكمة وحسن التدبير.

وهنا نتحدث عن صلح الإمام الحسن (ع) باعتباره من المحطات المهمة في التاريخ الإسلامي, ولكونه مدعاة للبحث والدرس والاستفادة لكل من يهتم بالسياسة والحكم وحفظ مصالح المجتمع, حيث اضطر الإمام  الى عقد الصلح مع معاوية بن أبي سفيان بعد ان وجد نفسه بلا انصار والاعداء تحيط من كل جانب، فكان لابد من هذا الصلح.

بنود الصلح

اشترط الإمام (ع) على معاوية ابن أبي سفيان جملة شروط لعقد الصلح ومنها: أن تؤول الخلافة إلى الإمام الحسن بعد وفاة معاوية, أو إلى الإمام الحسين إن لم يكن الحسن على قيد الحياة، وأن يستلم معاوية إدارة الدولة بشرط العمل بكتاب الله وسنّة نبيّه، وأن يكفل معاوية سلامة أنصار علي (ع) ولا يُساء إليهم.

نتائج الصلح

يرى الباحثين ان الصلح أسّس قاعدة رصينة انبثقت منها النهضة الحسينيّة لإحياء الدين وكل القيم الانسانيّة يوم نقض معاوية العهود والمواثيق التي اشترطها الإمام الحسن (ع) عليه، عندما خلّف ابنه يزيد (لعنه الله) على المسلمين أميراً فعاث في الأرض فساداً, و كشف للمسلمين حقيقة معاوية والحكم الأموي، حيث أقّر في خطابه قائلا: "إنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجّوا، ولا لتزكّوا، إنّكم تفعلون ذلك، إنّما قاتلتكم لأتأمر عليكم", فهذه الحقيقة أسقطت الحكم الأموي من شاهق، وكشفت أوراقه وأزالت القناع عن وجه حكامه وأرسلتهم الى الحضيض، أتاح للإمام الحسن (عليه السلام) فرصة تمهيد أرضيّة ملائمة لنشر علوم جده وأبيه (صلوات الله عليهم أجمعين) لاسيما مسألة الإمامة، الأمر الذي من شأنه توسيع القاعدة الشعبيّة لأهل البيت (عليهم السلام). وكان سبباً في انفتاح الشام على البلاد الإسلامية بعد ما كانت موصّدة الأبواب منعزلة عن مراكز الوعي الإسلامي.

مظلومية الإمام الحسن(ع)

تعرض الإمام (ع) الى مظلومية عظيمة عقب عقده الصلح من قبل الذين نسوا انه إمام معصوم مفترض الطاعة منصوص على إمامته في الاحاديث النبوية، كما انهم لم يتدبروا ولم يستقرئوا الصلح قراءة حكيمة بل كانت انتقاداتهم تنم عن ردة فعل مستعجلة, ولم يسلم الإمام من هجوم المستشرقين في العصور اللاحقة ولغايات كثيرة.

شهادته مسموما(عليه السلام)

قُتل(عليه السلام) مسموماً على يد زوجته جُعدة بنت الأشعث الكندي بأمر من معاوية بن أبي سفيان وذلك في السابع من صفر سنة 50 هجرية.

قال الشيخ المفيد(قدس سره) «وضمن لها أن يزوّجها بابنه يزيد، وأرسل إليها مائة ألف درهم، فسقته جعدة السم»، ففعلت وسمّت الإمام الحسن(عليه السلام)، فسوّغها المال ولم يزوّجها من يزيد.

قبره (ع) .. مظلومية أخرى من ظلاماته

يقع قبر الإمام الحسن (ع) في البقيع بالمدينة المنورة وقد تعرض القبر الشريف الى الاعتداء ولأكثر من مرة، ولا يزال القبر المبارك دون بناء يليق بسبط رسول الله (ص).

المصدر: مواقع اليكترونية

فضل الشريفي

تصوير : قاسم العميدي